الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الضاحك الباكى

الضاحك الباكى

هى رواية للأديب الفرنسى الشهير فيكتور هوجو... مشهورة أيضا باسم «الرجل الضاحك»...لا تتوقع رواية ضاحكة من أديب المآسى الكبرى... صاحب روايات «أحدب نوتردام» و»البؤساء» وغيرهما. الرواية فى غاية الحزن... تتحدث عن شاب جميل تم اختطافه حيث قامت عصابة بتشويه وجهه مما جعله يقوم بدور المهرج المضحك على الرغم مما يحمله قلبه وعقله من أحزان ومآس. تعبير «االضاحك الباكى» بات تعبيرا شهيرا مستخدما بكثرة...ارتبط بشخصيات مصرية مؤثرة مثل الفنان نجيب الريحانى... الكاتب الكبير فكرى أباضة والذى له كتاب يحمل نفس العنوان...الفنان إسماعيل يس والكاتب الساخر جلال عامر... إلخ. لن يتوقف إطلاق هذا اللقب على هؤلاء الرجال بل إنه سيستمر طويلا وذلك لأنه ببساطة تعبير عبقرى يلمس جوانب نفسية شديدة الدقة والتعقيد... فالضحك وإشاعة البهجة والفرح ليست بالضرورة دليلا على إحساس من يقوم بهم بالسعادة بل على العكس فى أغلب الأحيان...فقد يكون كل هذا الضحك مجرد حيل دفاعية لمحاولة مقاومة موجات حادة من الاكتئاب تعصف  بالعقل والذهن والوجدان.... ربما يكون فرط الضحك والبهجة هما من أعراض مرض نفسي شهير يدعى «اضطراب ثنائى القطبية»Bipolar disorder والذى يتأرجح المصاب به بين موجات من الاكتئاب تليها موجات من المرح الشديد الذى يصل إلى حد الهوس....العديد من المبدعين أصيبوا بهذا المرض وقاموا أثناء موجات الصحوة والمرح بإنتاج أهم وأشهر الأعمال الفنية والأدبية والموسيقية التى أثرت ولا تزال تؤثر فى وجدان الملايين من البشر حول العالم. وعلى مستوى حياتنا اليومية نستطيع بالقليل من البحث أن نعرف المأساة الموجودة فى حياة الضاحك المبهج الذى نلقاه فى العمل والشارع وربما على شاشات التلفاز أو صفحات ومواقع التواصل الاجتماعى. وعلى الرغم من أن النصائح الطبية تطالبنا بالضحك لحياة صحية وطويلة إلا أن هؤلاء الناس نجدهم يعانون من الكثير من الأمراض والأسقام ويموتون مبكرا أيضا مع الاحتفاظ بحقيقة أن لكل قاعدة شواذ. الانغماس الشديد المحموم فى شبكات التواصل الاجتماعى يزيد الطين بلة... يزيد الإحساس بالأسى والاكتئاب ويقلل الإحساس بمباهج الحياة وما لدينا من نعم. قدر المضحكين والظرفاء... مثلما جاء فى القصة الشهيرة عن أحد الأشخاص المكتئبين والذى ذهب إلى أحد الأطباء النفسيين فى فرنسا يشكو من الاكتئاب والحزن والإحساس بالانقباض طالبا من الطبيب أن يصف له دواء شافيا.. أجابه الطبيب قائلا: «أنت لا تحتاج إلى أدوية...يكفى أن تذهب وتشاهد أحد عروض المهرج الشهير جروك إنه سيبهجك ويجعلك تشعر بتحسن» ففاجأه المريض قائلا: «أنا جروك يا سيدى».