الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اللعبة الأممية  على الأراضى الليبية!

اللعبة الأممية على الأراضى الليبية!

حسنًا فعل المشير خليفة حفتر عندما وافق على مبادرة وقف النار.. لا يمكن له أن يكون «داعية حرب» طالما هناك جهود دولية للسلام.



قد يقول قائل إن هناك محاولات لمنح أطراف بعينها فرصة لالتقاط الأنفاس.. وإن حدث فلا ضير لأن كل حركة مرصودة تحت عدسة الميكروسكوب الإقليمى..

وقف إطلاق النار دليل على عدالة القضية التى تديرها الدولة الليبية.. تلك العدالة التى جعلت مقاتلى الحق المبين على بعد خطوات من تحقيق النصر الذى يبدو أنه جاء مخالفًا لأهواء وترتيبات القوى الكبرى التى ترى فى نفسها صاحبة الحق القسرى الوحيد فى تحريك الأطراف على رقعة الشطرنج الليبية! منذ اللحظة الأولى ومصر تدرك ما الذى يحدث.  كما تدرك ماذا تريد..

فلم تتورط أبدًا فى فناء خلفى يفتح عليها جبهة ممتدة امتدادًا شاسعًا.. لكنها راحت تبنى ثورتها فى ٣٠ يونيو لتقول إن المقاومة ممكنة.. والممانعة ممكنة.. والميعاد فى مصر!

لم تحد مصر  لحظة واحدة عن تشخيصها العادل الذى أسفر عن نظرية تعامل عادل مع ما يجرى فى سوريا وليبيا على أساس واضح قائم على دعم الدولة الوطنية والجيش الوطنى، ومحاربة الإرهاب وميليشياته.. وعدم التدخل فى شئون الدول وتمكين الشعوب من حقها فى تقرير مصيرها، ثم الحديث عن إعادة الإعمار.

لم تتعامل مصر فى أى لحظة مع ما يجرى باعتباره فرصة لجمع الغنائم وتمدد إقليمى على حساب الضعفاء والتسلق على جثث الضحايا.

تذكر عندما قال الرئيس السيسى إن مصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف، ثم راح بعيدًا وقال صراحة «لم يعد هناك شرف».. بينما تقف مصر قابضة على استقلالها وكبريائها كالقابض على الجمر!

على أرض ليبيا تدور رحى لعبة الأمم بوضوح شديد لن يدفع ثمنها إلا الشعب الليبى..  بينما مصر لا تفلت زمام صبرها وحكمتها وسيقول التاريخ على اسمها فصول ستكتب حروفها من نور لتظل مشكاة مضيئة للدولة الوطنية.

مصر ليست شقيقة لليبيا.. بل أمًا لكل الدنيا.