الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رفع القبعة ورمى القفاز

رفع القبعة ورمى القفاز

هذان التعبيران يعرفهما كل من قرأ رواية «الفرسان الثلاثة» للأديب الفرنسى الشهير الكسندر دوماس...رفع القبعة هو نوع من التقدير والاحترام لمن أمامك....احتراما للشخص أو لتصرفاته...أصل الموضوع كان خلع القبعة فى حضرة رجال الدين أو عند دخول الكنيسة أو عند المرور بعلم الدولة كنوع من الاحترام والتقدير والتبجيل. أما رمى القفاز فكانت إشارة إلى التحدى وطلب المبارزة بين الفرسان فى العصور الوسطى...أحيانا كان الفارس يقوم برمى القفاز فى وجه خصمه وهو يعلم تمام العلم بأن خصمه لايقدر على المواجهة وكان هذا إشارة إلى الإهانة والعجز... جلت بالنظر وسرحت بالتفكير فى الأنماط البشرية والأحداث من حولى... كم من الأشخاص والأحداث التى تستحق أن نرفع لها القبعة وكم من الأمور والأشخاص الذين يستحقون أن نقذف بالقفاز فى وجوههم....ارفع القبعة للمخلصين المتمسكين بالقيم والمثل العليا عند فشو الفساد والاتكال ...البعض يؤرخ للبشرية بثلاثة عصور...العصر الأول هو عصر احترام مبدأ الحلال والحرام ....فما وجدناه حراما تركناه وما وجدناه حلالا أتيناه...ثم أتى بعد هذا زمن القانونى وغير القانونى أى أن الوازع والرادع هو القانون..حسنا لابأس بهذا أيضا مقارنة بالعصر الثالث وهو عصر الممكن وغير الممكن ذلك العصر الذى يفعل الناس فيه الأمر طالما كان ممكنا بغض النظر عن الحلال والحرام أومدى قانونية أو عدم قانونية الأمر...بالطبع هذا عصر يحتاج إلى أن نرمى القفاز فى وجهه وفى وجه كل من لايلتزم بمحددات القانون والحل والحرمانية...نرمى القفاز فى وجه الكسل والتراخى وعدم الإتقان والكذب والتضليل ونشر الشائعات وترويجها وبث الروح الانهزامية بين الناس سواء بالطرق القديمة التقليدية أو من خلال الطرق الجديدة اللعينة وعلى رأسها شبكات التواصل الاجتماعى ومافعلته فى البشر حول العالم. نحتاج لرفع القبعة لكل جهود التنمية والبناء ومحاربة الفساد...أن نرفع القبعة لمن يتمسك بالإتقان فى القول والعمل...المتمسك بالحديث الشريف عن عائشة رضى الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :«  إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»... من يعرف قيمة الإتقان ولايراها مضيعة للوقت والجهد هو فرد إيجابى بناء...دعونا نتخيل مجتمعا يتقن أفراده أعمالهم حيث لاوجود  للغشاشين أو الأفاقين كما جاء فى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ ، فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ غَشَّنَا ، فَلَيْسَ مِنَّا»...الحديث يقرن بين من يحمل السلاح على المسالمين وبين من يغش وهو يتسق مع أهمية الحرب على الإرهاب والفساد فى آن واحد تماما مثلما تقوم الدولة المصرية حاليا بفعله. التوازن هو مفتاح الفلاح فمثلما نقذف بالقفاز فى وجه المخطئ والفاسد فإننا نرفع القبعة لكل مجد ملتزم يبنى حاضره ومستقبله.