الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أقطاى الكوميدى الخبيث

أقطاى الكوميدى الخبيث

فى كل الأزمات السياسية بين الدول، تبرز أسماء ذات أهمية خاصة، يلعب كل اسم فيها دورا محددا، سلبا أو إيجابا، وفى تركيا دولة الخلافة الوهمية، يبرز اسم ياسين أقطاى،  ولكن فى دور مختلف تماما، فهو دور أشبه بالبلياتشو أوالأراجوز، أو كليهما معا حسب اللحظة وحسب الدور . أقطاى منصبه ودوره الحقيقى والفعلى، مسئول الاتصال مع جماعة الإخوان الإرهابية، وهو من المقربين لحاكم تركيا، ويدير العلاقات الدولة ومع الاخوان، ويجتمع معهم، ويصدر لهم التوجيهات، ويرأس ملف مصر بالقطع لأهميته فى مخططات أردوغان وأعوانه. بالتأكيد هى صدفة أن يجمع الرجل بين اسمين لكل منهما دلالته، وإن كانت صدفة خير من ألف ميعاد، لأنها ذات دلالة مهمة فى حياة الرجل، فاسمه الأول ياسين كما أستاذنا ونجم السينما العربية الكوميدى إسماعيل ياسين، والثانى أقطاى كما اسم المملوك « الخبيث» المُتصارع على حكم مصر مع منافسه أيبك . وبالقطع اعتذارنا البالغ لنجم السينما العربية إسماعيل ياسين عن هذا التشبيه، إنما يكمن السبب، فى مدى طرافة تصريحات الرجل، والتى تدفعنا للضحك الهستيرى على ما يقوله من نكات كوميديا، لكنها تكشف أيضا عن مدى الخبث الذى يتمتع به هذا الرجل. آخر طرائف أقطاى تأكيده أهمية التحاور مع مصر، واستحالة استمرار الأوضاع الحالية بين البلدين، وطرافة التصريح أن أقطاى وزعيم عصابته أردوغان وبقية دوائر حزبه تتعامل مع مصر على أنها دولة انقلابية، وأن الحكم فى مصر انقلابى، ويطالبون المجتمع الدولى بعدم الاعتراف به، فى الوقت الذى يخرج علينا الرجل، ليتحدث عن التحاور مع دولة انقلابية . الحاصل أن اقطاى إما «اهبل» أو يدعى «الهبل»، فكيف يرى أهمية الحوار مع دولة، هو يطالب المجتمع الدولى بعدم الاعتراف بها، وكيف يتحدث عن حوار مع مصر؟ وهو يرى أن الحكم فيها غير شرعى؟ وأى نوع من الحوار يتم بين حكم شرعى وآخر غير شرعى من وجهة نظر الأهبل. الشاهد أن أقطاى أكد حقيقته الكوميدية الخبيثة، وأنه مجرد بهلوان أو بلياتشوفى سيرك كبير يقوده المعلم الأكبر أردوغان، وكشف لنا الرجل وبشكل مباشر وصريح، أنهم لا ينوون خيرا مع مصر، بل هى مجرد ألاعيب ومحاولات لتشتيت الانتباه، وطرح مبادرات ساذجة لإلهاء الناس عن حقيقة الأمر . حديث أقطاى وبمنتهى البساطة، مجرد مناورة، بعد شعور حقيقى اجتاح العاصمة التركية، بفشل كل مخططاتهم، ومحاولاتهم إثارة الأزمات، وزعزعة الاستقرار فى البلاد، ومن دون التطرق لباقى تصريحاته الكوميدية، فإن أقطاى كشف حقيقة الأمر، والانكسار الذى أصاب مخططات العصابة التركية، بانكسار تنظيم الإرهاب الذى يحركونه . ستظل تركيا ما ظل زعيم العصابة أردوغان عدوا واضحا لمصر، ولن تعود العلاقات الطيبة الناجحة المثمرة بين البلدين، إلا إذا غادر زعيم العصابة مكانه، وعادت تركيا إلى مسيرتها الطبيعية السمحة الطيبة ذات العلاقات المحترمة مع الاخرين.