الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الضمان الإلهى لمصر

الضمان الإلهى لمصر

على الرغم من كثرة الكتابات عن  مصر ومكاناتها إلا ان مصر ستظل  بلد لها خصوصية معينة، فذكرها فى القرآن الكريم  يشير إلى ان حفظها إنما جاء بأمر إلهى واضح وصريح وان الخير فيها قائم إلى يوم الدين، وقد نعجز نحن بعقولنا البشرية عن إدراك مكانة مصر وحفظها وسط تلك التحديدات التى تواجهها سواء فى حدودها او فى أمنها المائى أو فى أمنها الإقليمى إلا ان ما لمصر من خصوصية  فى القرآن والسنة يؤكد انها بلد لايمكن ان تنهار أو ينجح أعداؤها فى النيل منها. إن مكانة مصر الخاصة يتطلب ان يدرك كل مصرى أهمية بلده،  وان ينمى شعوره  بأن هذا البلد له هيبة وعمق معين، وان يعى قيمته كمصرى، فى  بلد ستظل هى بلد الأمان حيث أن الله تعالى  فى خطابه الإلهى للعباد أجمعين  اختار مصر ضمن ثلاث بقاع وصفها عز  وجل بالأمان  وهو وعد وضمان إلهى بأمان هذا البلد فقال: «إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين» كما أن مصر هى البلد الوحيد الذى شهد تجلى الله تعالى  على أرضها حين تجلى المولى عز وجل على جبل  طور سيناء، وهذا يعنى أن لتلك البلد حفظ خاص من رب السموات والأرض، والكون كله مسخر لتنفيذ أمر الله بحفظ مصر وضمان أمنها. إن مصر لم تحظ فقط بوعد إلهى بامنها ولكنها حظيت بتكريم ذكرها أكثر من مرة صراحة فى القرآن الكريم ليظل ذكرها باق إلى يوم الدين،  فذكرت مصر صراحة خمس مرات فى كتاب الله تعالى  حيث قال تعالى :»وأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا».. «وَقَالَ الَّذِى اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِى مَثْوَاهُ»..  «فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ..» وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ».. «اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ». فذكر مصر فى حد ذاته تعبد، فلا يزال الناس يتعبدون بكلام الله تعالى إلى يوم القيامة ومن هذا الكلام ذكر مصر  صراحة خمس مرات، و وتلميحا عشرين مرة، وهذا أمر عظيم يحتاج إلى تدبر كبير من قبل من ظنوا انفسهم انهم قادرون على هدم بلد حفظه الله بحفظه وضمن أمنه إلى يوم الدين.  وكلمة حق لابد ان يدركها كل إنسان خاصة من  ينتسبون لهذا الدين، ويكيدون لهذا البلد وهى أن مصر  ضمن الله لها الأمان والاستقرار، وجعل أبناءها مهمها تكالبت عليهم الظروف  فى رباط  إلى يوم الدين، يقفون صفا واحدا دفاعا عن بلدهم ووطنهم، ولن يستطيع أى من كان ان ينال  من هذا البلد وبها مصريون ينتمون له.. أما من باعوا وطنهم، وارتضوا ان يعيشوا تحت سلطة  من يكيدون لوطنهم فهؤلاء لا نعول عليهم وجزاؤهم عند الله عظيم.. حفظ الله مصر.. وحفظ  أمنها وستقرارها.