الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كواليس وكوابيس «مؤتمر برلين»

قبل ساعات من مؤتمر حل أزمة ليبيا

كواليس وكوابيس «مؤتمر برلين»

عام ٢٠١١ انطلقت طائرات حلف الناتو تقصف أهدافا مجهولة فى ليبيا بهدف إسقاط الرئيس الراحل معمر القذافى، الناتو بأكمله كان يمارس عملًا عسكريًا معلنًا لدعم من وصفوا بالثوار هم الآن نواة الميليشيات الإرهابية، وبعد هدوء الاقتتال كانت طائرات الحلف تلقى بشحنات مجهولة على امتداد الشريط الحدودى الليبى الملاصق لمصر، والتى أكد لى أنا شخصيًا أحد الليبيين أن أحد ممثلى الناتو الذى التقاه قد أبلغه بأن تلك الشحنات هى أسلحة على شرف مصر، ثم كان أن نشرت صحيفتا اليوم السابع والمصرى اليوم تفاصيل وصورًا لتلك الشحنات، التى تسرب منها إلى مصر ملايين القطع التى كانت سببًا قى قتل المصريين بفعل أيادى الآثم الإخوانى وحلفائه. مع حركة حلف الناتو ظهرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون فى صورة  بصحبة ميليشيات ليبية ممن تورطوا فى قتل القذافى خارج القانون، وحتما هم الآن قادة العمل الإرهابى فى ليبيا. حركة الناتو من البداية كانت تستهدف تفتيت الكتل الصلبة الرسمية على أرض ليبيا تمهيدا لمخطط فعلى لتقسيم ليبيا وما سيحدث فى برلين سيتم بناؤه على أطلال ليبيا التى لم يرفع ركامها حتى الآن. تباين وجهات النظر هنا هو تباين وجودى فمصر التى تحرص على أمنها ومصالحها تتعامل مع ليبيا من منطلق شريف وقومى يرتكز على ثوابته التالية: - وحدة الأراضى الليبية - وحدة الجيش الوطنى الليبى - القضاء على الإرهاب وميليشياته - تقرير مصير ليبيا هو حق للشعب الليبى - التدخل الأجنبى لن ينهى الأزمة وسيشعل الصراع - ثروات ليبيا حق للشعب الليبى - إعادة الإعمار ضرورة ملحة .. بينما ترى الأطراف الأجنبية أن ليبيا قد سقطت وأصبحت ميدانًا لصراع القوى العظمى الذى يتعامل مع الأزمة استنادا لما يلى: - إنهاء الأزمة سيتم بالتقسيم لضمان التعايش - ضرورة وضع آليات لاقتسام الثروة بين الشرق والغرب. - غض الطرف عن سلوك احتلال تركى لمنحه ميزة الجلوس على طاولة المفاوضات رغم كونه أساسًا وفِى الوضع الطبيعى ليس طرفًا وليس له حدود مع ليبيا لكنه قد تم تمكينه من فرض واقع سيستخدم كأوراق ضغط فى التفاوض القائم أساسا على وضع غير شرعى. هنا تظهر حقائق انهيارات جديدة لكيان يبدو أنه فى طريقه إلى الزوال وهو الاتحاد الأوروبى للأسباب التالية: - إن المصالح الاندماجية للاتحاد أصبحت غير ملائمة لمصالح كل دولة على حدة كما يظهر فى الخلاف الفرنسى الإيطالى على أرض ليبيا - إن العبث فى الإقليم أعاد صياغة المصالح التى تتعالى على الشكل الاتحادى - الاستراتيجية الأمريكية بتفكيك الكتل. - تصاعد تيار ينادى بالعودة لإحياء القوميات الأوروبية. يبدو أن العودة إلى الدولة القطرية الأوروبية فى طريقه للتحقق وبالتالى يبحث كل طرف عن إعادة صياغة شبكة مصالحه. هنا تظهر حرب الغاز ككلمة مفتاحية دفعت إلى تحالف تركى روسى لتعطيل إمدادات الغاز المفترض مروره من إسرائيل مرورًا بمحطته الدولية الرئيسية فى مصر ووصولا إلى أوروبا وهو ما سيؤثر بالسلب على تدفق الغاز الروسى لأوروبا التى تعد مصدر الغاز الرئيسى لها لكن ذلك تأثر عقب أزمة إقليم القرم التى أسهمت أمريكا فى تفاقمها بين روسيا والاتحاد الأوروبى. ومن قبل فإن تقدم مصر وترشحها لأن تكون مصدرًا رئيسيًا لتوصيل الغاز لأوروبا ليتعارض ذلك مع المخطط التركى القطرى لتوصيل الغاز إلى أوروبا مرورًا بأرض سوريا التى كان لابد من إسقاطها لتسمح بمرور الأنابيب إلى تركيا ومنها لأوروبا. هنا تلاقت المصالح التركية الروسية تجاه أوروبا، ثم ظهرت المصالح الأمريكية التى وجدت ضالتها فى خطة إشغال أوروبية. قمة برلين أشبه بلقاء السماسرة الدوليين ووثائقها أشبه بمسودات العقود. بينما مصر تذهب إلى برلين حاملة هموم الشعب الليبى ومصالحه فى زمن عز فيه الشرف. ثورة ٣٠ يونيو ما أعظمك.