الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«شكوكو» ع الأصل دور

«شكوكو» ع الأصل دور

«ع الأصل دور» دى مش جملة كده والسلام»  لأ ... دى معناها إنك متبصش على  الشخص اللى قدامك بذاته بص على اللى رباه.. شوف أصله  وبيته وتربيته.. المعدن الحقيقى للإنسان بيظهر بعد الشهرة، امتلاك المال، تولى منصب مهم.. وقتها فقط ممكن  تحكم عليه صح . تعرف  محمود شكوكو؟.. ممكن تكون زى حالاتى من عشاق فنه ومنولوجاته الجميلة، ويمكن كنت بتشوف  إصراره على لبس الجلابية والطاقية مجرد شكل... إلا أن الحقيقة هى جزء من أصالة الرجل فحتى عندما كرّمه الرئيس الراحل أنور السادات فى عيد العلم والفن، ذهب إلى الحفل مرتديًا الجلباب البلدي. «شكوكو» نموذج للرجل الأصيل فلا الشهرة غيرته ولا الفلوس والعربية آخر موديل خلته ينسى نفسه وأهله وصنعة أجداده . «شكوكو» شخص طيب أصيل.. علم نفسه بنفسه.. مناضل حقيقى... بالفن طالب بالحرية والمساواة  ولدرجة منع فيلمه «عنتر ولبلب» من العرض حتى قيام ثورة 52 . كان عبقريا.. وله الفضل الأول والأكبر فى ظهور مسرح القاهرة للعرائس .. كما له الفضل فى إعادة، شخصية الأراجوز التى ما زالت تعيش بيننا حتى اليوم، فكل التفاصيل من الشكل وحتى الصوت والقصص والحكايات هى اختراع محمود شكوكو.  وعلى الرغم من شهرته الطاغية كممثل وفنان ومنولوجست إلا أنه لم يترك مهنته ومهنة والده وأجداده مهنة النجارة وصناعة الموبيليا حتى أنه هو الذى قام بنفسه بتصنيع موبيليا شقته عند زواجه. «شكوكو» ظل طوال عمره يفتخر بأنه  نجار ابن نجار، حيث امتهن النجارة منذ الطفولة، حينما لم يحتمل والده مشاغباته فى الكُتاب، ليقرر إخراجه منه والعمل معه فى ورشة النجارة، التى كان يتقاضى فيها قرشين صاغ يوميًا، وتعلم أصول الصنعة التى اتقنها وبات من أمهر النجارين فى منطقته ووصل إلى حد الحصول على أجر 25 قرشا يوميًا، وهو مبلغ كبير جدا وقتها. الشهرة الكبيرة لم تمنع «شكوكو» من أن يفتتح  ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺭﺷﺔ  نجارة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ  عن ورشة والده ويستمر فى العمل نجارا فى  ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﻭﻳﻌﻲ - ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ - ﻭﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺎﻉ فى  ﺃﻛﺒﺮ ﻤﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ وقتها ﻣﺜﻞ ﺷﻴﻜﻮﺭﻳﻞ ﻭﺳﻤﻌﺎﻥ ﻭﺻﻴﺪﻧﺎﻭﻱ ..وﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺑﻴﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺍلاﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻔﻦ ﻳﺴﻠﻤﻪ ﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﻟﻴﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ أﺧﻮﺗﻪ، ﻭﻓﻮﺟﺊ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﻮﺍﻟﺪﻩ يقول له: «ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻛﻞ ﺍلفلوس إللى اديتها لى.. حوشتها لك .. واشتريت لك بها عمارة». «الفلوس» لم تمنعه من أن يظل يعمل نجارا للنهاية.. ففى حوار له عام 1982 مع الكاتبة عائشة صالح فى مجلة «المصور»، بمناسبة اكتماله سن الـ70، قالت «الصحفية» إنها رأت فى أيدى شكوكو جروحا من تأثير عمله فى النجارة، التى ظل يعمل بها فى وقت فراغه من  عمله الفني، نظرًا لأن «الأيد البطالة نجسة»، على حد وصفه فى الحوار. الشهرة والفلوس لم تغير فيه شىء .. «ﺷﻜﻮﻛﻮ» كان  ﺃﻭﻝ ﻓﻨﺎﻥ ﻣﺼﺮﻱ ﻳﺮﻛﺐ فى  ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ الإنجليزية، ﻣﺎﺭﻛﺔ ‏«ﺑﺎﻧﺘﻴﻠﻠﻲ‏» ﺍﻟﺘﻲ لم يكن  ﻳﺮﻛﺒﻬﺎ فى مصر  ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﺣﻘﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻷﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ عليه وهاجموه فى كل مكان.. إلا أنه لم يستعرض بهذه السيارة.. ولم يتفاخر بامتلاكها .. ولا حاول لفت الانتباه لها بالتصوير إلى جوارها على طريقة «هدوس عليكم يا فقرا»!! . «شكوكو» لم يكن يخجل من الاعتراف بأنه لا يعرف القراءة والكتابة.. وظل يحاول ويجاهد حتى تعلم.. لم يكتف بإﻋﺠﺎﺏ الناس به وحبهم له لدرجة ﺻﻨﻊ ﺗﻤﺜﺎﻻ صغيرا له ﻭﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﺒﻴﻊ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎعة ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ فى الشوارع  ‏«ﺷﻜﻮﻛﻮ ﺑإﺰﺍﺯة» ﺍﻯ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺯﺟﺎﺟة ﻓﺎﺭغة ﻳأﺗﻰ ﻟﻪ ﺑﺘﻤﺜﺎﻝ .  ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺷﻜﻮﻛﻮ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﻋﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺎﺭﺱ... على شكل نجمهم المحبوب لتباع فى الموالد والأعياد. «شكوكو» يظل بيننا رجلا حقيقيا، لم تغيره الشهرة ولا الفلوس، لم يستغن  عن أصالته ومبادئه، لم تصبه الشهرة بداء الكبر والتكبر والكبرياء والغرور، لم يفعل مثل كثيرين غيرتهم  المناصب والكراسى  والجاه والشهرة!! الخلاصة.. لا تأمن لقليل الأصل ولا تصاحب قليل التربية ولا تحاور فقير الأخلاق فالكراسى لا تدوم والمناصب زائلة وتبقى السيرة الطيبة.