الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
16 فبراير 2020

16 فبراير 2020

بحلول هذا اليوم تكون قد انتهت المهلة التى أعطتها  حكومة الولايات المتحدة الأمريكية للشركات العاملة بها لتنفيذ مقاطعة شركة هواوى الصينية تماما.. .بالمناسبة هذه هى المرة الثالثة لتمديد المهلة... فى كل مرة تكون مدة المهلة ثلاثة أشهر... أى أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤجل تنفيذ القرار لمدة تسعة أشهر كاملة. شد وجذب اقتصادى وسياسى وأمنى و مخابراتى بين الطرفين اعتدنا على تلك المناورات بين الأطراف خاصة الأطراف الكبرى... عشنا سنوات طويلة فيما أطلق عليه الحرب الباردة وسباق التسليح وحرب الفضاء وخلافه...أسفرت عن عالم أحادى القطبية ثم سرعان ما تعاظمت قوى اقتصادية أخرى جعلت المعادلة أكثر تعقيدا. توقعات هذا اليوم - انتهاء المهلة الثالثة - أن يتم التمديد لمدة أخرى أو يتم عقد اتفاقيات قطاعية أى أن لا تكون مقاطعة تامة وحاسمة...البعض يتوقع أن يكون التعتيم والإلهاء والنسيان هم العناصر التى ستتكاتف لتجعل هذا اليوم وهذه الأزمة تذوب وتنزوى. ولكن وسط تلك الأجواء التى يختلط فيها الترقب بالملل ويختلط فيها إهمال الأمر مقارنة بأمور أكثر حدة وأكثر سخونة خاصة فى منطقة الشرق الأوسط... أمور تجعل أمر هذا الصراع يتراجع من حيث الأهمية مقارنة بمتابعة الصراع الحالى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران... صراع فى أمور أكثر مباشرة... أمور تتصدر العمليات العسكرية المشهد فيها و يتوارى الاقتصاد خلف دانات المدافع وأجهزة الردارات والتحكم. وسط هذا الترقب نجد خبرا لقيام السيناتور الأمريكى توم كوتون بتقديم مشروع قانون يقترح على وكالات الاستخبارات الأمريكية أن تراجع الأنظمة الفنية وأنظمة التأمين السيبرانى للدول التى تتعامل معها فى إشارة إلى احتمالية توقف التعاون فى المجالات الاستخباراتية  مع الدول التى تستخدم أجهزة من إنتاج شركات مثل هواوى خاصة فى إنشاء شبكات الجيل الخامس 5G من البنية الأساسية لها. مشروع القانون يذكر الصين وروسيا صراحة....هذا المشروع يحتاج إلى متابعة لنعرف ما ستؤول إليه الأمور فالقضية ليست مرتبطة  بالولايات المتحدة الأمريكية فقط ولكن مناطق كثيرة فى العالم خاصة إنجلترا ودول أوروبية كثيرة قد تتخذ نفس المسار وتقوم بتصعيد الصراع بصورة تلقائية أو بناء على التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية. موقف يحتاح إلى المتابعة ودراسة البدائل...حسابات مكسب وخسارة وهنا يطفو الجانب الاقتصادى على السطح مرة أخرى وفى جميع الأحوال فإن غدا لناظره قريب.