الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اكسترا نيوز وأدمن صفحة أون لايف

اكسترا نيوز وأدمن صفحة أون لايف

فاجأنى كما فاجأ الكثيرين منشورات صفحة قناة أون لايف المتوقفة، والتى بدأت فى تفنيد ما تعرضه قنوات الإخوان بأسلوب هادئ منطقى يخاطب العقول ويبتعد عن لغة الصياح والهتاف، ويعرض لوجهة نظر تنطلق من منطلقات وطنية، ويقدمها بلغة بسيطة وسهلة يفهمها الشباب ويألفها خاصة من تعود على بناء وجهة نظره عبر ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعى. فى زمن سيادة نظرية التفكيك سواء السياسى أو الاجتماعى، يصبح لكل وحدة صغيرة دور مهم فى تجميع الشتات ومواجهة حملات التضليل، فالاعتماد على المعلومة الصحيحة فقط ربما لا يصل بنا النتيجة المطلوبة ويصبح السياق الذى تقدم من خلاله المعلومة أهم بكثير لأنه يشكل وعيًا يقبل المعلومة الصحيحة. ما يقوم به أدمن الصفحة المستنير هو تفكيك نظريات الإخوان التى خلقت سياقًا ونمطًا تفكيريًا سيطر على عقول بعض الشباب الذى تعرض لعواصف ذهنية عديدة عاقته عن رؤية الحقيقة, وهى أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة ودفعت ثمن استقلالها من دماء شهداء سقطوا عبر التاريخ القديم والحديث، وأنها ليست ولاية يمكن أن تعود لخلافة بائدة، بشرت بها دراما تركية سخرت لها الدولة التركية إمكاناتها المادية والبشرية والثقافية ضمن مشروع سياسى استعمارى كبير كل الإمكانيات التى تساعدها فى الوصول لأجيال جديدة من العرب تربوا على أفكار التنظيمات الإسلامية المتطرفة التى مهدت العقول لتلك اللحظة التى نراها فى سوريا وليبيا ودول شمال إفريقيا, وكانت بروفتها الرئيسية على أرض سوريا بظهور تنظيم داعش. الدراما والإعلام هما أدوات المقاومة الجديدة للاستعمار الذهنى الذى يسبق الاستعمار العسكرى، وهنا يأتى ذلك الدور المهم للإعلام المصرى الذى يحمل للإقليم رسائل طمأنة بوجود مصر بجوار أشقائها لمساندتهم فى مقاومة ذلك المشروع، وهنا ظهر ذلك الأداء الراقى لإكسترا نيوز قناة مصر الإقليمية ببرامجها المختلفة ونشراتها المتدفقة فى متابعة الشأن الليبى من داخل غرف العمليات والكشف المستمر عن خطط تركيا، وهو ما فرض نفسه على الإعلام العالمى بعد ذلك، وتشكلت حالة رفض عربى وإقليمى لمحاولة تركيا احتلال ليبيا. ما بين إكسترا نيوز وأدمن أون لايف المجهول يظهر نسق جديد للإعلام المصرى، مبنى على روح مقاومة الاستعمار الإعلامى الإخوانى التركى القطرى الذى ظل مختبئًا لسنوات، بينما هو يتوغل ببرامجه وأفلامه الوثائقية فى أذهان شباب تلك المرحلة، وصور لهم أن دولتهم مهزومة, وأن مشروعهم الوطنى خيال, وقدم لهم أئمة الإرهاب على انهم قديسين يتم التبرك بقراءة أو سماع خطبهم القديمة، وهكذا غسلت سمعة حسن البنا وسيد قطب وكشك وأسامة بن لادن والزرقاوى وصولًا لأبو بكر البغدادى حتى يصبح قبولهم بعد ذلك للوجود التركى مقبولًا وربما فرض ديني بحسب ما تبشر به جماعة الإخوان الإرهابية. المواجهة تأتى على أرضية مقارعة الحجة بالحجة، وتقديم المعلومة فى سياق عام مقاوم لكل محاولات هدم الدولة لحساب محور الشر التركى القطرى الإخوانى، سياق كاشف للمصطلحات المغلوطة وفاضح لحقيقة المواقف التى قد ترتدى ثوب الانسانية تارة أو حقوق الإنسان تارة أخرى، وتقدمها نخبة مزيفة ممزقة ما بين التبعية الكاملة للخارج أو لمشروع التنظيم الفاشى ودعمه المالى السخى. يمكن اعتبارها صحوة إعلامية قد تكون متأخره ولكنها لم تصل بعد فوات الأوان، مصر تقاوم وقادرة على الردع، وما قدمته القوات المسلحة من مظهر قوى ومحترف فى المناورة قادر 2020, يؤكد حالة اليقظة والتنبه لما يحاك ولا يتوقف ضد مصر.