الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«مصائب» 25 يناير!

«مصائب» 25 يناير!

تسع سنوات مرت على محاولة إسقاط مصر فى آتون فوضى ٢٥ يناير. آتون الفوضى المنشود فى تلك الأيام كاد يجر البلاد إلى آتون حرب أهلية لا تبقى ولا تذر. ذكريات هذه الأيام مريرة كالعلقم فى الحلوق لأنها تعيد تلك الأحداث إلى الذاكرة وهى ترى الدولة تكافح السقوط من عل. ذكريات تكافح كيف ظهرت قطعان المجرمين من الإسلاميين والجنائيين. كيف خرجوا من السجون وحاولوا استباحة البيوت والأعراض والشوارع.. والدين! كنت فى الأهرام آنذاك التى كانت على مقربة من ميدان التحرير وكنت أرى من خلف الزجاج كيف كان المجرمون يعبثون فى الشوارع حاملين السلاح جهارا نهارا فى ظل الوعكة التى مرت بجهاز الشرطة فى مؤامرة عميقة على أكبر جهاز أمنى فى الشرق الأوسط. كنت أرى الخوف فى العيون والهلع يلف الجدران.. الكل يسأل: وماذا بعد؟ الكل يسأل: ماذا بعد الفوضى؟ ماذا بعد ظهور الفئات الإجرامية فى الميادين؟ خرج الإسلاميون للتو من السجون والمخابئ.. أخرجوا للمصريين لحاهم وجلابيبهم وسيوفهم وجنازيرهم وقنابلهم وأحزمتهم الناسفة وفتاواهم التكفيرية وأخرجوهم من العقائد. وخرج المتثورجون اللقطاء من الذين فشلوا فى حياتهم ولم ينجحوا فى أى شىء فوجدوا أنفسهم فى الظهور بالمعارضة والتخريب.. خرج هؤلاء وهؤلاء فى وجوهنا ووجدناهم فى كل مكان يسعون بكل ما أوتوا من قوة لهدم الحجر والبشر فى مصر. كانت ٢٥ يناير ولا تزال عنوانا لعدة مصائب أبرزها التجرؤ على الدولة.. والتجرؤ على الدين والتجرؤ على المؤسسات والتجرؤ على القيم والتجرؤ على الهوية المصرية.. تجاوزت الجرأة كل شىء حتى منابع نهر النيل العظيم فى الجنوب عندما تجرأت أثيوبيا وبنت سد النهضة فى غير اتفاق مع دولة المصب هبة النيل! كان الدولار ببضعة جنيهات صار إلى ما صار إليه الآن بفعل يناير. كانت هناك أشياء كثيرة كسرتها يناير! غدا نحكى عنها