الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البساطة الرقمية

البساطة الرقمية

فى الخامس من فبراير 2019 صدر كتاب بعنوان «البساطة الرقمية:اختيار الحياة بتركيز فى عالم صاخب» Digital Minimalism: Choosing a Focused Life in a Noisy World  الكتاب محاولة جادة للنجاة فى عصر الهواتف الذكية ومواقع وشبكات التواصل الاجتماعى المتعددة....يمكن أيضًا استبدال تعبير «البساطة» بتعبير «الحد الأدنى» أى الحد الأدنى من استخدام تلك الشبكات وتلك التطبيقات فى مواجهة الاستخدام الأقصى لها والذى جعلنا نعيش داخل هذه الشاشات وتلك العوالم  الرقمية أكثر مما نعيش ونتفاعل فى العالم المادى...بات الهدوء والتأمل والاسترخاء من مفردات ماقبل تلك الثورة الكبيرة العاصفة....العقد الأخير 2010-2020  شهد تغلغل تلك التطبيقات بصورة غير مسبوقة وزاد انتشارها واعداد المستخدمين لها  خاصة لتطبيقى الفيس بوك والانستجرام . تلك الحمى أوالهستيريا جعلت الجميع لا يرتاح إلى القراءة أوالاستماع إلى مقطوعات موسيقية هادئة وحتى لا يرتاح لأى مناقشة إن أطال المتحدث وأسهب فيما يقول...يبدأ الجميع فى تحسس هواتفهم المحمولة...ربما للتأكد من عدم ضياع أوفقدان معلومة أوخبر مرتبط بالأصدقاء أوبالشأن العام محليًا وإقليميًا ودوليًا... تبدأ خطوات الوصول إلى البساطة الرقمية بسؤالين اثنين تسألهما عزيزى القارئ لنفسك أمام كل تطبيق أوبرنامج من البرامج ...السؤال الأول: «ما الفوائد التى تعود عليك من استخدام هذا البرنامج أوالتطبيق؟»....وبعد أن تعددت تلك الفوائد والتى قد يكون منها التواصل مع الأهل والأصدقاء والتعرف على أخبارهم وربما للتسلية أيضًا...يأتى السؤال الثانى :»هل هذه هى الطريقة المثلى للحصول على هذه الفوائد؟»...ستكتشف فى العديد من التطبيقات ومنها انستجرام مثلًا الذى بالرغم من أنه يبقيك على تواصل مع الأهل والأصدقاء وربما تشعر ببعض المتعة من مطالعة الصور المختلفة بلا هدف فإنك تستطيع أن تزيل هذا التطبيق لأنه ليس الوسيلة المثلى للتواصل مع الأهل والأصدقاء والتعرف على أخبارهم....الرسائل النصية والاتصالات التليفونية أفضل...الاتصال التليفونى للاتفاق على مقابلة ولو مرة واحدة كل شهر سيكون لها وقع «إنسانى» أفضل بكثير من تلك الساعات التى تضيع يوميًا...بالنسبة للمتعة يمكن الاستعاضة عنها بمشاهدة برنامج محبب إلى نفسك فى التلفاز...ممارسة الرياضة المعتدلة وأبسطها المشى...الاستماع للموسيقى أوقراءة كتاب خفيف.....إلخ. من الآليات المستخدمة أيضًا أن يتم الإقلال من الاشتراك فى الصفحات التافهة أوغيرالمهمة.....إغلاق نغمات التنبيهات وتخصيص وقت محدد يوميًا لهذه البرامج....لايجب أن تتحول إلى مراسل حربى ومراسل رياضى ومراسل أخبار حوادث لكل مايجرى حولك ...لن يأتى أحد ليسألك عن آخر خبر ولن يصفعك على وجهك إن كنت لا تعرف الإجابة. هل جربت أن تشم رائحة الهواء النقى وتستمع إلى أصوات الطبيعة من حولك...أن تلمس الزهور وتسير فى الطريق تنظر للطبيعة من حولك...إلى السماء والأرض والمبانى والسيارات والناس وتستمع إلى أصوات الباعة الجائلين وأصوات الكلاب والقطط...أن تستمع إلى مقطوعة موسيقية قديمة أوأغنية ...أن تسبح خالق الكون وتتفكر فى ملكوته العظيم...أن تتابع الأخبار فى أوقات محددة مثلما كنا نفعل من قبل سواء من خلال الراديوأوالتلفاز....قراءة كتاب أو ببساطة أن تغمض عينيك وتهدأ بدون الرغبة فى العبث بهذا الهاتف الذكى الذى يعبث بأعصابك وكيمياء عقلك وصفاء ذهنك...البساطة الرقمية لاتعنى الانقطاع ولكن تعنى الترشيد ولنعتبر تلك الشبكات مثل الطعام والشراب أوالدواء....لايمكن أن نشفى سريعًا إن قمنا بتناول زجاجة الدواء كاملة.