الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سوبر بابا

سوبر بابا

ضجت شبكات التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية الالكترونية بالحديث عن الأب الشجاع الذى قام بدون تفكير بالقفز وحماية جسد ابنته اثناء عبور القطار بجوارهما وذلك بعد سقوط الفتاة بجوار قضبان القطار الذى كان يقترب مغادرا المحطة ولا يستطيع التوقف....الرواية تتحدث عن أنه مع اقتراب قطار البضائع اختل توازن الفتاة ولم يكن هناك أى مساحة من الوقت لأى فعل آخر سوى أن يلقى الأب بجسده عليها ويحتضنها حتى مر القطار بسلام. انتشر الفيديو كالنار فى الهشيم...احتضن الأب ابنته وسط دعاء المواطنين على رصيف القطار...«استر يا رب».... «استرها يا رب»....14 ثانية حبس فيها الجميع أنفاسهم حتى مر القطار بدون أى خسائر فى الأرواح أو حتى إصابات ... أبيات من الشعر فى دور الأب وأهمية الأب وحنان الأب انتشرت على كل المواقع وتبادل الناس مقاطع الفيديو...ثم بدأ فن الكاريكاتير فى الدخول على الخط بنشر كاريكاتير للأب ملقيا محتضنا ابنته ومرتديا زى «سوبر مان»...لا شك أن الفعل شجاع ولا شك فى نبل المشاعر الأبوية ولا شك أن الموقف مؤثر والفيديو يخطف القلوب ويشد الأعصاب. أسئلة من نوع ماذا لو كانت إحدى عربات القطار بها بروز أدى لإصابة الأب أو ابنته أو قتلهما؟...ماذا لو فلتت أعصاب الأب فتحرك حركة بسيطة  إلى اليمين فطالته عربات القطار المتسارعة؟ ماذا لو أصيب الأب أو ابنته بصدمة عصبية أدت إلى سكتة قلبية؟....الخ ذلك هو جانب الحقيقة المملوء بمشاعر إنسانية ومشاعر إيجابية تجاه الإب الشجاع والتى دفعت البعض إلى إطلاق لقب «سوبر بابا» عليه. للقصة وجه آخر هو الحقيقة الموثقة ...الأب وابنته كانا يمران من تحت هذا القطار أثناء وقوفه...مر الأب وقبل أن تمر الابنة تحرك القطار الأمر الذى دفعه إلى العودة وإلقاء نفسه عليها حتى مر القطار...القصة باختصار أن الأب لم يستخدم نفق المشاه للعبور ولكن استسهالا حاول المرور أسفل القطار المتوقف وهنا حدث ما حدث.... الأب مهمل ولم يتبع المسارات الطبيعية للمرور إلى الرصيف المطلوب...مشرف قطارات محطة الإسماعيلية أفاد بأنه كان يتعين أن يتم تحرير محضر للأب ويقوم بدفع الغرامة وهى فى حدود 50 جنيها....الحديث عن إهمال الأب أمر والحديث عن تناول شبكات التواصل الاجتماعى للموضوع أمر ثان والحديث عن ضآلة قيمة الغرامة أمر ثالث يحتاج  لمراجعة رادعة.