الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام أقدس من التراث!

رسالة إلى الإمام الطيب

الإسلام أقدس من التراث!

التراث الدينى الإسلامى أزمة حقيقية يعانى العالم الإسلامى فى معاداته للحضارة والإنسانية فى الوقت الحالى.. مفاهيم التراث تتدخل بالاستدعاء فى كل شىء حاضر بالأحكام رغم أنها خلقت فى زمن مضى. 



 

الاستدعاء للتراث يتم فى مفاصل الحياة ومحاور العيش بكل تفاصيله من الملبس والمأكل والمشرب مرورًا بالصناعة والاقتصاد وحتى الفنون والقوات العسكرية.. لا شىء إلا ويتم استحضار التراث الذى يرى مثلا أن رباط الخيل أفضل من المدرعة والدبابة!

 

التراث هو فكر بشرى أنتجه بشر فى زمن سابق.. وورثه من بعدهم بشر آخرون فبأى حال من الأحوال لا يمكن أن يكون مقدسًا؟

وهو نتاج لبشر يخطئون ويصيبون وفهم خاص بهم للنص القرآنى وفقا لسياق أزمانهم بمكوناتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتغيرة بطبيعة الحال بشكل ديناميكى حتمى. التدافع هنا سنة إلهية كونية وحتمية.. ولو لم تحدث لفسدت الأرض!

 

قول القائلين هنا بضرورة التمسك بالتراث هو دعوة للتمسك بالجمود وتعطيل العقل وهى مخالفة شرعية صريحة.. أما إذا كان المقصود هو التمسك بحركة التراث فإننا نكون قد اعترفنا بضرورة استمرار التفكير الذى سيفرز جديدا حتميا بتجدد الزمن وتغير الظروف!

 

فعندما يقول شيخ الأزهر أحمد الطيب منافحا دعاة التجديد «ابحثوا عن مشكلة أخرى غير التراث» فإننا نكون بصدد قول خطير لأن العبارة ستصل من صاحب المقام الرفيع إلى عقول مختلفة الفهم والتقبل ولكنها جميعا ستستقبلها كأمر واجب النفاذ.. لكن التنفيذ حتما سيحدث من جماعات متطرفة ستتخذ من الفهم السطحى بأنه أمر من أجل الانسحاب للماضى فتحدث العزلة عن المجتمع ويعتقد المعتزلة أن المشكلة ليست فيهم بل فى المجتمع المحيط والذى يجب تغييره بالقوة لأنه غير متمسك بالتراث الذين يرونه ثابتا مقدسا بينما هو بشرى متحرك حركة حتمية! دفاع الطيب عن التراث يحمل معانى خطيره لعل أبرزها ما يلى:

١- انعدام قدرة الجيل الحالى من رجال الدين على التفكير ومن ثم لم يعد أمامه سوى التمسك بالتراث وإعادة إنتاجه لأنه بضاعته الوحيدة.

٢- الجيل الحالى من رجال الدين يقدم لنفسه بعد مماته ويريد فرض أفكاره على جيل لاحق باعتبارها ستصبح تراثا واجب التقديس، وهو أمر يكشف عن تمحور حول الذات بعيد تماما عن الصالح العام.

٣- الجيل الحالى فشل فى الإقناع وبالتالى لم يعد لديه غير استخدام التراث كسبب وحيد لاستمرار تواجدهم!