الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يا حضرة مولانا

يا حضرة مولانا

عبارة تقرأها بداخل قاعة «السمع خانة» أو ما يطلق عليه «مسرح الدراويش» وهو القسم الأول من التكية الشهيرة الموجودة فى شارع السيوفية بالحلمية بالقاهرة... التكية اسمها «التكية المولوية» نسبة إلى مولانا جلال الدين الرومى أحد أكبر وأهم شيوخ الصوفية وصاحب الطريقة المولوية التى انتشرت بعد وفاته حول العالم كله... لدى مولانا العديد من المؤلفات أشهرها على الإطلاق ديوان المثنوى... أبيات شعرية باللغة الفارسية, ترجمت إلى العربية ولكن من يعرف الفارسية يؤكد أن الترجمة مهما كانت فإنها تفقد النص معناه وروحه أو على الأقل تفقده الكثير من روعته. قصة جلال الدين الرومى ولقاؤه بالقطب الصوفى شمس التبريزى والتحول إلى التصوف بعد أن قضى سنوات طويلة كفقيه يعلم الناس فقه الحنفية وقواعده... قصة هذا التحول مذكورة فى العديد من المصادر ربما أشهرها وأكثرها حداثة رواية «قواعد العشق الأربعون»... يتشابة هذا التحول مع التحول الذى حدث للشيخ ابن عطاء الله السكندرى وانتقاله من الفقه والاشتغال بالعلوم الشرعية فقط إلى التصوف بعد لقائه مع الشيخ أبوالعباس المرسى... تشابه يحتاج إلى المزيد من الحديث حول المساحة المناسبة لكل من النقل والعقل والقلب فى رحلة الإيمان والوصول إلى الله. عودة إلى تكية المولوية والتى أنشأها شمس الدين سنقر السعدى نقيب المماليك السلطانية فى عام 721هـ -1321م والتى تحتوى بالإضافة إلى قاعة السمع خانة على مدرسة أنشأها سنقر السعدى وأيضا تحتوى على مكان مخصص للنساء الأرامل والمطلقات وأطفالهن. ولأن جلال الدين الرومى يطلق عليه فيلسوف الصوفية الأول فلا يمكن أن ننهى المقال دون أن نذكر بعضًا من أهم وأشهر أقواله ومنها مايلى: لا تجزع من جرحك.. وإلا فكيف للنور أن يتسلل إلى باطنك...... إن كان نورك ينبع من القلب فإنك لن تضل الطريق أبدًا..... على المرء أن ينفذ إلى قلبه بنور العقل ويرى واقعه لا أن يكون عبدًا للنقل....انظر إلى وجه كلّ إنسان، وكن منتبهًا، فلعلّك تغدو من التأمل عارفًا بالوجوه. تبقى القاعدة الأولى فى كتاب «قواعد العشق الأربعون» مشيرة ومنيرة الطريق وكاشفة لتصرفات وأفعال كثير ممن نراهم حولنا، حيث تقول «إن الطريقة التى نرى فيها الله ما هى إلا انعكاس للطريقة التى نرى فيها أنفسنا، فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة فهذا يعنى أن قدرًا كبيرًا من الخوف والملامة يتدفق فى نفوسنا، أما إذا رأينا الله مفعمًا بالمحبة والرحمة فإننا نكون كذلك».