إبداعات بين «أحضان الموج» و«الحرب وانتظار مكالمة الحبيب» بأيام القاهرة للمونودراما
شهد جمهور اليوم الثانى لمهرجان ايام القاهرة الدولى للمونودراما برئاسة د. أسامة رؤوف ثلاثة عروض مسرحية تنوعت وتشابكت مع جمهورها وحملت هموما عربية وانسانية عامة قدمتها أربعة دول وهى السويد والعراق فى عرض مشترك «أبناء سومر «والعرض الروسى «مكالمة تليفونية» وهو كتابة جماعية، ثم العرض الكويتى «أحضان الموج». وقد حضر العروض جمهور كبير من مصر ودول عربية وأجنبية مختلفة ولجنة التحكيم المكونة من د.مبارك المزعل من الكويت، عماد الوسلاتى من تونس، الممثل والمخرج ألان بريسان من فرنسا، د.سامية حبيب من مصر، الفنان فادى فوكيه من مصر، وممثل السفارة الروسية إليكس بوكين. وما لفت أنظار الحضور عبر العروض الثلاثة هو تلك الحكايات الإنسانية حول الحرب والتعلق بعارضة خشبية وسط البحر وانتظار مكاملة هاتفية من الحبيب، عبر ثلاثين دقيقة قدم فريق عرض «أبناء سومر» وهو انتاج مشترك بين السويد والعراق عرضا يكشف الخراب الذى تخلفه الحروب خاصة ما حدث بالعراق، والأمال المزيفة التى تم تسويقها قبيل الاحتلال ولم تأت سوى بالخراب والدمار بل حطت من انسانية الشعب العراقى، والعرض يعرى الواقع المزيف ويكشف اصرار الشعوب على الحياة رغم كل الدمار والرغبة فى سلام وانسانية يسعى لها الجميع، وهو ما كس حضور العرض الذين صفقوا بشدة فى نهايته احتفاء بالأداء والصورة المسرحية التى نجح فريق العمل فى صياغتها لتقديم رسالتهم. «سومريون» سينوغرافيا وإخراج وتمثيل على ريسان، تأليف قاسم حميد، سلمان داود محمد، على ريسان، موسيقى خالد ربيعي، إضاءة أكرم مصطفى، تصميم بوستر اكرم سعدون. وقدمت دولة روسيا مسرحية «مكالمة تليفونية» والتى دارت حول انتظار فتاة مكالمة من حبيبها الذى تمنته، واستعرضت الممثلة ياسمين هجرس، حالات الانتظار والقلق التى تنتاب تلك الفتاة ما بين بداية انتظارها وادعاءها عدم الاهتمام إلى لحظة مناداة الحبيب بعد ان تخلت عن كل محتويات غرفتها بدءا من ساعة الحائط، حتى لا تجد ما يقلقها فى لحظة انتظارها لينتهى العرض بها وحيدة على خشبة المسرح حيث يختفى أثاث الغرفة قطعة قطعة عبر عشرين دقيقة هى مدة العرض لتنزل الفتاة لصالة المسرح باحثة عن ذلك الحبيب وحاز العرض على إعجاب الحضور الكبير الذى أتى لمشاهدة التجربة الروسية وحفيدة الشاعر الكبير الراحل نجيب سرور مسرحية «مكالمة تليفونية» كتابة ورشة طلاب الفنون المسرحية بروسيا وتمثيل ياسمين هجرس ومن إخراج تيموفى ميخاليفتش. ومن خراب الحروب وهم الإنسان فى إعادة بناء الحياة من جديد وهم الفتاة فى أن تخوض مغامرة حب، يقذف بنا عر ض الكويت إلى «أحضان الموج» وهو اسم العرض الذى ألفه وأخرجه نصار النصار، وقام بالتمثيل على الششتري، وأعد موسيقاه عبد الله الشطي، وخاض بنا على الششترى حكاية الرجل الذى نزل البحر مرغمًا ليشرى دواء للحفاظ على حياة ابنته الوحيدة المتبقية بعدما فقد مرزوق ابنه الآخر بسبب البحر والحرب، ويخوض الششترى غمار البحر ويصارع امواجه التى دوما ما تحرك عارضته الخشبية، ساردا حكاياته حول اسرته وفقدانه لأبنائه، ومجازفته بالذهاب للبحر الذى يخشاه ولكن تنتهى الرحلة بغرق سفينته ونجاته على عارضة خشبية يتلقفها الموج لكن اصراره على الحياة وتحدى البحر هو ما يبقيه حيا ليعود لابنته التى لا يريد أن يفقدها، وقد احتفى الجمهور بالعرض عبر تصفيق كبير تقديرًا لجهود فريق العمل. ثلاثة عروض تنتصر للإنسانية والحب وتعرض لحظات انتظار النجاة والصراع من اجل الحياة نفسها والأمل فى القادم.