السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحوينى التوبة الكاذبة!

الحوينى التوبة الكاذبة!

ثارت الدنيا على خطاب الداعية المتطرف حجازى يوسف الشهير بأبى إسحاق الحوينى الذى قال فيه بإنه نادم على بعض الكتابات التى خطها فى شبابه. الإثارة سببها أن مثل هؤلاء لا يخطئون فهم صاروا دينًا مقدسًا! التوبة هى اعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، لكن هل «الحوينى» عزم على عدم العودة لما كان عليه أو هل هو قادر؟ فى الحقيقة هى توبة سياسية فرضتها تحولات جذرية تحدث فى المملكة العربية السعودية، إلى جانب ضغوط قطرية حتمًا قد مورست عليه بعدما تسرب فكره إلى محيط اجتماعى قطرى فأصبح خطرًا على طبيعة المجتمع فى الدوحة. ليست بتوبة بقدر ما هى تحول سياسى سلفى كمثل الهروب الاضطرارى الذى لا يخلو من عملية تمويه طويلة المدى، لا تنسى ولا تغفل ولا تتناسى وارصد جيدًا الالتفاف السياسى الذى سينفذه حزب النور كرد فعل لهذه التوبة التكتيكية، الغرض هو انفصال ظاهر عن مجموعات دعوية هى نفسها من سيجند كوادر من أجل خدمة المشروع السياسى السلفى أى أن المطلوب هو استخدام تلك الأصوات انتخابيًا فى الحشد مع عدم التحمل السياسى لمظاهر وأفكار تطرفهم من خلال مناورة توحى بحدوث انشقاق فكرى، وهو ليس كذلك لأن الطرفين يقفان على أرضية شرعية واحدة وبينما يمارس أحدهما العمل الدعوى بهدف مراكمة رصيد انتخابى فإن الآخر يمارس عملًا سياسيًا ظاهريًا يستمد قوته من هذا الرصيد. لو أن السيد حجازى يتحدث عن توبة حقيقية لتحدث مباشرة عن الدولة المدنية ولكان قد وضع منهجًا لما يجب اتباعه لتصحيح ما ندم عليه، لكنه استخدم الندم المطلق والمفتوح على ما لا يجب اتباعه دون أن يحدد ما يجب اتباعه. غدًا نكتب عن شروط المراجعات.