الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حب «سناء جميل»

حب «سناء جميل»

احتفلنا بعيد الحب، حقيقى لم يعد هناك قصة رومانسية نعيش تفاصيلها، فنحن نعيش بما يمكن أن نسميه «نظرية الشبهية»، لدينا عيد للحب وليس لدينا حب. تحب تعرف الحب الحقيقى،تعالى أحكى لك قصة حب «سناء جميل ولويس جريس «.. صحيح هى لم تقدم دور الفتاة الرومانسية على الشاشة، لكنها قدمت أروع قصة حب فى الواقع، فكانت تعشق الراحل الكبير والصحفى الأشهر ، وتأخذ رأيه فى كل قراراتها، ولم يحدث يوما أن وقع بينهما خلاف، أو شعر أحدهما بالغيرة من نجاح الآخر. حب «سناء ولويس» كان يبدو واضحا  فى أبسط التفاصيل، «مسكة إيد»، نبرة صوت تتبدل عند الحديث عن الطرف الآخر، لفتات رومانسية فى صور تكمل وتربط أواصر المحبة، حب ظهر جليا فى لقاءات جمعت الصحفى العاشق، والفنانة المحبة وسجلتها الكاميرات. علماء النفس يقولون إن الحب، إذا كان حقيقيا، يحدث فقط من النظرة الأولى، فالشخص لايحتاج سوى  نصف دقيقة ليقع فى حب الآخر... هذا بالضبط ما حدث لـ»ثناء ولويس»فى إحدى ليالى ديسمبر 1959.  فى هذه الليلة أصرت الصحفية «خديجة صفوت» على اصطحاب لويس جريس لحفلة بمنزل سناء جميل، ومن اللحظة الأولى حدث الحب ،رغم أن سناء بحسب ما قال لويس جريس: « كل ما تكلمنى تقولى يا أستاذ يوسف.. وأنا أقول لها اسمى لويس» فى منتصف الليل استأذن لويس جريس وسناء ودعته على الباب قائلة: « معاك 3 تعريفة، فأخرج من جيبه قرشين ..ضحكت وقالت :»دول عشان تضربلى تليفون بكرة « وأعطته رقم تليفونها. سنتان من الصداقة، لا يمر يوم دون مكالمة تليفون أو لقاء ..وفى أحد أعياد ميلادها عرض عليها الزواج فتوقفت عن الحديث معه شهرا كاملا .. ثم اتصلت به لتقول له معاك 6 جنيهات ثمن الدبل .. تعالى ننزل دلوقتى نشتريها من الحسين»، ونتجوز ... طلب منها  مهلة لإشهار إسلامه لتفاجئه بضحكة عالية ..أنا مسيحية يا لويس. فى الأسبوع نفسه كان كل شىء جاهز للزواج  لكن مفاجأة أخرى كانت فى انتظارهما «صيام العدرا»، والكنيسة تمنع الزواج بهذا التوقيت. وقرر العاشقان الزواج على طائقة أخرى، وذهبا لقس فى كنيسة أخرى  بشبرا، بصحبة  شقيق لويس ..فايز جريس المحامى، وآدم حنين الصديق. وفى  الكنيسة، رفض القس مرة أخرى  إتمام مراسم الزواج، فشرط على «رؤوس الأشهاد»، لا يتوفر.. فقط كان هناك سناء ولويس وشقيقه المحامى والصديق  «حنين». لم يتردد «لويس»،لحظة وجرى على بيته الكبير «روزاليوسف» وأحضر أتوبيسا كبيرا وأخذ  وردية كاملة من صحفى وإدارى وعمال المؤسسة..  35 شخصا قال لهم :»أنا مزنوق فيكم خلوا الجوازة دى تتم». أكثر من 40 عاما قضاها العاشقان معا ،دنيا مختلفة،حتى شرط سناء الوحيد والذى أصرت عليه وندمت فى آخر أيامها قائلة :«كنت غلطانة».. قرار عدم الإنجاب وافق عليه العاشق لويس جريس دون تفكير..تنازل عن «حلم الإنجاب» طواعية لإرضاء زوجته. عند رحيل سناء جميل فى العام 2002 ..ظل لويس جريس مخلصا محبا عاشقا من طراز فريد.. حلم بأن تظهر أسرة سناء وتحضر لوداعها.. أسرتها التى تخلت عنها صغيرة ورفضت التحاقها بمعهد التمثيل وقاطعتها وطردتها لتعيش حياة صعبة اضطرت فيها أن تعمل فى «خياطة» المفارش وتطريزها لتحصل على 6 جنيهات شهرية لتواصل دراستها وتحقق حلمها فى عالم الفن . كانا سناء ولويس نموذجا مثاليا لقصص الحب الرومانسية والارتباط الذى يتفانى كل طرف فيه فى كيان الآخر، فكانت سناء تحلف باسمه دائما قائلة «وحياة لويس»، و أراد المحب الوفى  أن يحقق رغبتها فى أن تلتقى بأحد أقاربها ولو بعد وفاتها ،فانتظر ثلاثة أيام قبل دفنها على أمل أن يظهر أحد أفراد أسرتها ليشارك فى تشييعها إلى مثواها الأخير، ونشر نعيا يفيض بالحب فى كل الصحف أكد فيه أنها لم تكن مجرد زوجة رائعة لكنها كانت الأم والأخت والصديقة وكتب فى النعى: «التقينا، وتزوجنا عام 1961، واحتفلنا فى يوليو الماضى بعيد زواجنا الحادى والأربعين .. وسناء جميل التى رحلت عن دنيانا جسديا هى قريبة ونسيبة جموع الفنانين فى العالم العربى.. الفن فى حياتها محراب مقدس، ورسالة تدقق فيها بشدة، حياتها الفنية تشهد بذلك.. وظل 3 أيام منتظرا وفى النهاية صلى على جثمان الفقيدة فى الكنيسة البطرسية فى العباسية» وشيعها إلى مثواها الأخير. سناء ظلت حاضرة حتى آخر يوم فى حياة لويس جريس .. فكان طيفها هو الصديق والصاحب طوال 15 عاما، عاشها وحيدا، فقد ظل هذا العاشق محبا، ولم يكف عن إرسال نصوص تظهر حبه وأشواقه لها، نشر بعضها عبر الـ»سوشيال ميديا» ليشاركها مع كل الناس، وكانت آخر رسائله والتى تفيض شوقا لسناء.. «15 سنة ومازلتِ هنا.. مازال عطرك يفيض من حولى ويملأ الأمكنة.. 15 سنة على رحيلك يا سناء.. 15 سنة ومازلت أذكر حنانك ودفء كفك حينما كان يربت على كتفى.. 15 سنة وما زلت أحكى لمن حولى عن عشقى لكِ».