محمود بسيونى
الزمالك.. عودة بطل إفريقيا
وراء عودة البطولات الكبرى إلى نادى الزمالك قصة كبيرة وعظيمة لفريق وناد عريق مر بكبوة طويلة استفاق منها بإصرار وعزيمة لينفض عنه غبار الفشل المتراكم ويسطر تاريخا جديدا يليق بفخامة الاسم والتاريخ ويقدم لعشاقه أعظم هدية فى عيد الحب. فوز الزمالك بالسوبر الإفريقى بعد 17 عاما من الغياب إنجاز يحسب لمجلس إدارة طموح صنع روحاً جديدة داخل نادى الزمالك بقيادة المستشار مرتضى منصور، تمكن فى سنوات قليلة من استعادة بريق الزمالك مرة أخرى تحت قصف عشوائى يأتى من كل اتجاه، وصراع عنيد مع ظروف صعبة وإعلام وسوشيال ميديا لا ترحم. تغير النادى على المستوى الإنشائى والألعاب الرياضية 180 درجة، ووضع نفسه على الطريق الصحيح بالمفهوم الشامل للرياضة ، وهو ما أضاف إلى قيمته التسويقية الكثير مما كان قد فقده خلال سنوات التيه، فهو بطل إفريقيا فى كرة القدم واليد وفى العديد من الرياضات الأخرى فضلا عن منشآت اجتماعية تقدم خدمات على مستوى راق للأعضاء، تخضع لرقابة صارمة وحاسمة من مجلس الإدارة. استطاع «منصور» أن ينقل من روحه القتالية فى الإدارة إلى جيل جديد من اللاعبين ربما لم يعاصروا النجوم الكبار داخل النادى، جيل ذاق حلاوة الانتصارات الكبرى ولديه شهية مفتوحة لمزيد منها، جيل تقوده موهبة شيكابالا وقوة طارق حامد وإخلاص حازم إمام وإصرار أوباما وروقان فرجانى ساسى وصلابة محمود علاء والونش وعبدالغنى وتفانى عبدالشافى واندفاع مصطفى محمد وحلول أوناجم وبن شرقى وخلف هؤلاء الصخرة أبوجبل وروح جنش. الزمالك معشوق لدى جمهور عريض داخل مصر وخارجها، تشجيعه ليس اختيارا سهلا ، لكنه انحياز للتحدى الرياضى، فريق يستمر محبوه فى تشجيعه رغم الكبوات، حب لمدرسة الفن والهندسة التى تقدم أفضل مهارات كرة القدم مهما كانت النتيجة، تفضيل شخصى للعب الجميل. والحقيقة أن نادى الزمالك لم يقدم فقط دروسا فى العودة للبطولات بعد كبوة استمرت 17 عاما، ولكنه قدم دروسا أخرى خارج المستطيل الأخضر فى الانتماء والوطنية، وعزف سيمفونية فى حب مصر على أرض دولة يحكمها نظام كاره وحاقد وداعم للإرهاب، فكان علم مصر حاضرا وصورة زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى تزين صدور لاعبى الزمالك لتقول للعالم اجمع أن مصر بكل فئاتها على قلب رجل واحد. تستحق ملحمة الزمالك كل التقدير والاحترام والدعم من كل جماهير وعشاق النادى وأنا منهم ومن كل محبى الرياضة، فهى قصة كل مصرى قرر التغيير إلى الأفضل وسعى لتحقيق حلمه بكل إصرار، وحينما نجح قدم لاسمه وللرياضة المصرية بطولتين قاريتين غاليتين فى عام واحد وهما الكونفدرالية والسوبر الإفريقى. يأتى الإنجاز على قدر الجهد، والاستمرار فى الجهد والمثابرة وعدم اليأس ومقاومة الإحساس بالوصول إلى الكمال والقدرة على البناء تحت قصف الخصوم هى الخلطة السحرية التى عاد بها الزمالك بطلا لإفريقيا.