الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التفاحة البطيئة

التفاحة البطيئة

قررت هيئة حماية المنافسة ومنع الاحتيال الفرنسية (DGCCRF) تغريم شركة آبل مبلغ 25 مليون يورو وذلك لقيام الشركة بتصميم تحديثات جديدة للهواتف القديمة تقوم تلك التحديثات بإبطاء عمل الأجهزة بصورة ملحوظة. البطء فى الأجهزة بالطبع سيدفع الكثيرين الى استبدال الأجهزة القديمة بأخرى حديثة وذلك للتخلص من البطء القات وأيضا للاستفادة من إمكانيات الأجهزة الحديثة. الغريب أن الشركة لم تنكر هذا الفعل بل أقرت أنها تقوم بهذا الأمر منذ ثلاث سنوات تقريبا وذلك لأن الأجهزة القديمة لا يمكن لها الاستمرار فى العمل لفترات طويلة ولا يمكن أن تتوافق مع العديد من التطبيقات الحديثة من دون أن يقوم الجهاز بإغلاق نفسه تلقائيا وذلك لحماية البطارية والجهاز الذى ربما يتولد عنه طاقة حرارية أكبر من اللازم مما قد يؤدى الى تلف المكونات المادية له. جزء من تبرير الشركة أنها بالفعل ترى أن البطاريات القديمة أصبحت أقل كفاءة  حيث قامت الشركة بتغيير البطارية القديمة بأخرى حديثة مما أدى الى عمل الجهاز بصورة جيدة ولذلك فقد قامت الشركة بتطوير تحديثات نظام التشغيل لتقوم بالفعل بجعل الجهاز اكثر بطأ....تبرير الشركة غير مقبول ... ببساطة لأن التحديثات لن تستطيع أن تتعرف على الأجهزة التى تحتوى على  بطارية جديدة من تلك التى تحتوى على أخرى قديمة فيقوم التحديث بحماية الأجهزة ذات البطاريات القديمة فقط عن طريق الإبطاء ويترك الأجهزة ذات البطاريات الجديدة لتعمل بسرعة. لا يمكن افتراض سلامة النية أو أن الأمر ليس له شق اقتصادى لدفع العملاء إلى تغيير الأجهزة واستبدالها بأخرى حديثة مما يزيد من مبيعات الشركة ويستمر الخط البيانى لأرباحها فى ازدياد مستمر. وما يؤكد ذلك هو ان الشركة لم تقم بالإشارة من قريب أو من بعيد إلى أن لتلك التحديثات أى تأثير على سرعة عمل الأجهزة وهو أمر بديهى أن تقوم أى شركة بتنبيه عملائها إلى أى آثار قد تكون سلبية نتيجة استخدام منتجاتها ويتم إعطاء العميل الخيار بين الاستمرار بنفس الأسلوب أو تنصيب التحديثات الجديدة بعيوبها... ربما يمكن للشركة أن تعطى عملاءها تاريخا نهائيا لانتهاء الدعم الفنى وإمكانية الصيانة لأجهزتها وهو ما يمكن أن يكون بمثابة شهادة وفاة للمنتج ويستطيع بعد هذا التاريخ أن يقوم العميل بشراء منتج جديد أوالعمل بالمنتج القديم على مسئوليته بدون صيانة أو دعم فنى...بالطبع لهذا الأمر تأثير على مبيعات الشركة...فالمنتج الذى يكون عمره أطول تكون له الأفضلية فى الشراء من ذلك الذى تقوم الشركة المنتجة بالتخلى عنه وعن عملائها كل عدة سنوات. بالطبع الجميع يتفهم أن العالم يتغير بصورة غير مسبوقة وأن دورة حياة المنتجات أصبحت أقصر من ذى قبل ولكن فى جميع الأحوال يجب أن يكون كل من  الشفافية والمصداقية والجودة من أهم القيم التى تربط المنتجين بالمستهلكين.