الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
22 فبراير.. اليوم وليس غدًا!

22 فبراير.. اليوم وليس غدًا!

مرت أمس الذكرى التاسعة والخمسون للوحدة مع سوريا حيث قام الانفصاليون بالانقضاض على مؤسسات الدولة وإعلان الانفصال بعد وحدة دامت أكثر من ثلاث سنوات وبعد أشهر من الاضطرابات جاء قادة الانفصال إلى مصر معتذرين معترفين بخطئهم.. يطالبون بالوحدة من جديد.. لكن كان ذلك وقتها صعبًا للغاية!



الآن وليس بكاء طبعا على اللبن المسكوب.. مر بعد الانفصال عدوان ١٩٦٧ الذى طال البلدان وجاءت بعدها حرب أكتوبر ونصرها المجيد وقد تم بتنسيق كامل بين البلدين وعلى أعلى مستوى ممكن كانت حركة الجيشين فى البلدين واحدة.. بتدريبات واحدة..نوعية أسلحة واحدة..وتخطيط واحد.. وتحالفات دولية واحدة.. وأسرار عسكرية على قمة البلدين لم تحدث بين البلدين فى التاريخ!

ثم تعمل السياسة عملها ولكن يبقى ما بين المصريين والسوريين ما لا يوجد بين أى شعبين آخرين حتى تمر الأيام وتضرب المؤامرة على المنطقة وعلى الوطن العربى مصر وسوريا ومحاولات إسقاط البلدين بالإرهاب والعنف لا تتوقف حتى تنهزم المؤامرة فى مصر وتتعثر فى سوريا ولم يزل الشعب الشقيق يقاوم ويواجه البلطجى التركى وعملاءه على الأرض من أغلب الجماعات الإرهابية والمتطرفة وتقف إسرائيل فى الخلفية!

الآن.. وبعيدًا عما يعتبره البعض شعارات من عينة «المصير الواحد» وخلافه لكننا نقف فى المنطقة أمام مشروعات سياسية لكل من إسرائيل وإيران وتركيا وكل منهم يسعى لبناء دولته وإمبراطوريته التاريخية التى يحلم بها. 

وتبقى الأمة العربية وحدها بلا مشروع واحد بل بلا أى مشروع من الأساس وهو ما يدعوها اليوم لتقف عند مسئولياتها وتنتبه للمشروع المصرى ببناء قوة عربية مشتركة واحدة وهو ما يحمل فى مضمونه مبادرة أخرى لوقف الصراعات العربية والاقتتال الداخلى وهو عينه يعنى هزيمة المؤامرة على أمتنا!

لم تزل الفرصة ممكنة.. لكن لكل دقيقة ثمنها الباهظ.. فاليوم وليس غدا!