الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جنازة مبارك الرسائل فوق السياسية والإنسانية

جنازة مبارك الرسائل فوق السياسية والإنسانية

المرجفون فى المدينة هالهم تعامل الدولة المصرية مع الرئيس مبارك وقدره ومقامه الوطنى والعسكرى.  كانوا ينتظرون جحودًا بتجاهل الوفاة من دولة ٣٠ يونيو. كانوا يجهزون خطتهم الإعلامية استنادًا لذلك. 



تزعم الإخوان طليعة المرجفين فكان الهدف هو شق لحمة ٣٠ يونيو، هم يدركون جيدًا أن كثيرًا من مؤيديها لهم موقف معلن من مبارك ليس الشخص بقدر ما هى الحالة التى حافظ عليها لسنوات وبقدر ما شهدوه من جرائم الإخوان عقب تنحيه.

كان الإخوان يسعون لعملية سطو على هذه الكتلة الظاهرة على وسائل التواصل ليس من أجل ضمها لكتلة الإخوان بقدر ما كان الهدف هو ضمها لأى معسكر غاضب فى مواجهة ٣٠ يونيو، الخطة الإخوانية كانت ترتكز على عملية عبث ممنهج فى حالة السلام الاجتماعى المصرى. دولة يونيو تدرك جيدًا شرف العسكرية ولا تعرف المكايدة، قوة ٣٠ يونيو تمكنها من مواجهة الحقيقة دون التفاف، هنا جاء سلوك الدولة من منطلق مسئوليتها الإنسانية والعسكرية فأخرجت الجنازة بما يليق بقيمتها وإدراكها لهذه القيمة وقدرتها على التنفيذ بحجم هذه القيمة. ما فعلته دولة ٣٠ يونيو فى الجنازة التى تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى عبّر عن قوة هذه الدولة التى باتت غير قابلة لابتزازات إخوانية أو ينايرية.

مشهد الجنازة يعبر بوضوح عن دولة قوية وثابتة بل ومدركة لجمهورها ومريديها بوضوح.

الجنازة التى خرجت لتوديع راحل إلى مثواه الأخير هى نفسها التى كتبت نهاية الجدل الدائر والمصطنع منذ سنوات حول مفهوم رجل الدولة فى ذهنية ٣٠ يونيو.

الجنازة التى شيعت الراحل إلى مستقره الأخير هى نفسها التى شيعت المحاولات الإخوانية لشق صف السلام الاجتماعى المصرى، وهى التى كشفت عن إدراك دولة ٣٠ يونيو لنبض الشارع ومزاجه العام. وسط اللغط الدائر واجتهادات خبيثة لتفسير وتأويل ملامح الرئيس السيسى خلال الجنازة جاء موقف السيدة الأولى انتصار السيسى  حاسمًا بعدما  انتصرت لأصول الدولة المصرية فقدمت واجب العزاء لزوجة الراحل فأضافت للمشهد ثباتًا على ثباته.