الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شجاعة السعودية تنقذ البشرية

شجاعة السعودية تنقذ البشرية

فيروس «كورونا» وانتشاره ضرورة تقف أمامها كل شىء.  من الاقتصاد والسياسة مرورًا بالأمن حتى الشعائر الدينية. فى القاهرة تدرس وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للطرق الصوفية منع الموالد الصوفية. وفى إيران قبل أيام منعت صلوات الجمعة وكذلك فعلت العراق اليوم.



وليس هناك أطهر من البقعة الشريفة فى مكة المكرمة وبرغم ذلك فإن للحياة أسبابها ومساراتها الطبيعية التى تحافظ على حركة التدافع بين الناس وبين الأفكار من أجل تطوير العلوم. بالأمس أعلنت السعودية إيقافًا مؤقتًا للعمرة تحصنًا احترازيًا من وباء كورونا، واليوم تُخلى صحن المسجد الحرام لتطهيره، ظاهر الأمر تعطيل لشريعة من شرائع المولى لكن الحكمة هى حفظ الروح المسلمة، درء الضرر هنا مقدم على جلب المنفعة وحفظ النفس على قمة مقاصد الشريعة.

الإجراء الاحترازى السعودى جاء إعمالًا لأمر إسلامى بإعمال العقل والأخذ بالأسباب، وهو أبلغ رد على العقل الإخوانى الخرب الذى روج لإصابة الصين بالوباء كعقاب إلهى على السلوك الصينى تجاه مسلمى الروهينجا، لنجد أنفسنا اليوم أمام احتمال وارد بانتقال الوباء للحرم وهو قدس الأقداس الذى كان أولى بالرعاية الإلهية لكن العدل الإلهى يمنح النتائج المنطقية بعد الأخذ بالأسباب الممكنة.

هنا تظهر عظمة العطاء الإلهى الذى يحافظ على منطقية الحركة الحياتية المرتكزة على علاقة السببية  بين الأحداث والأشياء وإلا نكون أمام حالة غيبية تدفعنا للتورط فى الخرافة والعبث والتواكل وإهمال العلم.

عمليات التوظيف الدينى فى تفشى وباء كورونا تشى بأن التفسير الدينى لايخرج إلا من مرضى نفسيين.