الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المرأة المصرية ومسيرة النجاح الاقتصادى

المرأة المصرية ومسيرة النجاح الاقتصادى

من الصعب للغاية اختزال الحديث عن المرأة المصرية لمناسبة محددة أو لحدث محدد، وذلك لأنها لعبت أدوارا متعددة ومتنوعة، فى مختلف الحقب والعهود، وعلى مر الزمن، ما يجعلها عنصرا قاسما مشتركا، فى كل الأحداث التاريخية والوطنية المصرية.



الحقيقة أن الحديث عن المرأة المصرية مختلط ومعقد ومتداخل، بصورة تجعل امكانية تشويه الصورة وارد، أو الحديث الإيجابى عنها وارد، لكن الأصل فى الأمر، هو زاوية النظر للموضوع، وجوانب الاهتمام، لكن إجمالا فإن المرأة المصرية، تمثل ثقلا لا يمكن تجاهله بحكم تأثيرها ودورها المجتمعى.

تقديرى أنه من الخطأ البالغ، أن تتعامل مع المرأة المصرية، باعتبارها عنصرا مستقلا، أو منفصلا عن المجتمع، لأنها عنصرا اصيلا و فاعلا، فى كل قضايا المجتمع من دون استثناء، سواء كانت وطنية أو اقتصادية أو اجتماعية.

الثابت مثلا، أن المرأة المصرية لعبت دورا بالغ الأهمية، فى انجاح مسيرة الإصلاح الاقتصادى، وتحولت المرأة داخل كل بيت وفى كل أسرة، الى وزيرة مالية واقتصاد، تنظم شئون الموازنة العامة للمنزل، وتضع ميزانية شهرية وأسبوعية، وتُخطط وتنظم الاحتياجات، وتوفر البدائل منزلية الصنع، وتتعامل مع التداعيات الجانبية لبعض سياسات وقرارات الإصلاح، وتمكنت فعلا قيادة الأسرة لتجاوز تلك الفترة العصيبة فى بيوت غالبية المصريين.

والحاصل أن نجاح المرأة المصرية فى لعب هذا الدور، جعل منها وبحق، قائد المسيرة الأسرية، ودفع بها إلى الصفوف الأولى، لتتحول من عنصر مغلوب على أمره، إلى المسئول الأول عن مسيرة الأسرة، وصانعة القرار داخل المنزل.

الشاهد أن مجموع هذه النجاحات للمرأة المصرية، فى قيادة مسيرة الأسرة، جعل منها صاحبة دور مركزى، فى التعامل مع الأوضاع الاقتصادية الجديدة، وبات من الصعب للغاية على أى منصف، تجاهل دور المرأة المصرية وهو يتحدث عن نجاح مسيرة الإصلاح الاقتصادى، وتجاوز البلاد أزمة طاحنة، كادت أن تعصف بالجميع من دون استثناء. ربما جوانب أخرى من الحديث عن المرأة، تفرض علينا مشاعر حزينة، مبعثها والسبب الرئيس وراءها، هو ثقافة الجهل المتفشية، فى بعض جوانب المجتمع، أو ظلالا سوداء تغيم على عقول البعض، سواء من الرجال أو النساء، تفرض عليهم نظرة جاهلة سطحية، تعجز عن تفهم دور المرأة فى المجتمع، وفى قيادة مسيرة الوطن.

لقد نجحت المرأة المصرية، فى تقاسم مسئوليات إصلاح أوضاع البلاد الاقتصادية، وهى شريك حقيقى مع صانع القرار فى تنفيذه، لأنه من السهل جدًا اتخاذ قرار، لكن من الصعب جدا اتخاذ القرار الصحيح، وأن تجد الشريك المناسب فى تنفيذه، وهذا ما فعلته المرأة المصرية، فى ظل ثورة 30 يونيو، أنها فرضت نفسها شريكا مؤثرا فى مسيرة النجاح، وقائدا فعليا للمجتمع، من الضرورى إزاحة كل العوائق من طريقه، ليتمكن هذا الشريك من إظهار كل قدراته ومهاراته فى مسيرة الوطن.