الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم الشهيد

يوم الشهيد

مسيرة أبناء الوطن الذين سقطوا دفاعا عن أرضه وعرضه، طويلة وممتدة لمئات السنين، فهذا الوطن، لم يتوقف عبر كل العصور، عن مجابهة الغزاة، وصد المعتدين على أرضه، ودحرهم ومطارداتهم خارج البلاد، بل لعلى لا أبالغ حين أقول، غننا وطن فى صدارة الدول التى تعرضت أراضيها للعدوان عبر مر التاريخ . لنا أن نتخيل عبر بوابات التاريخ، عدوان القبائل على مصر من الصحراء الغربية فى العصور الفرعونية، والغزاة من الشرق، اوالقادمين من الشمال، سواء فى عصور الفراعنة، أوما بعدها فى العصور الرومانية واليونانية والفرس غيرها، وكلها معارك دافع فيها ابناء مصر عن ارضها، وسقط من اجلها من قضى، مرورا بعصور التتار والحملات الغربية المتسترة بالصليب، وحروب صلاح الدين . مئات المعارك عبر التاريخ، سقط فيها أبناء الوطن، جمعتهم  روح الوطنية، وارهابيين، للدفاع عن الوطن، والرغبة فى دحر الغزاة، ومواجهة الاستعمار الأجنبى، حتى العصر الحديث وتاريخنا المعاصر، الذى شهد العديد من الوقائع سواء الفردية أو الجماعية، التى انتصرت لفكرة تحرير الوطن وحمايته. لست مبالغا بالقول، إننا لم نواجه خطرا فى حياتنا، كما نواجه الآن عصابات الإرهاب، التى تسعى الى إسقاط الدولة الوطنية، وإشاعة الفوضى والعنف فى البلاد، هى معارك تدور رحاها لسنوات طويلة، لا تتوقف عن مواجهة محددة المدة تنتهى بتراجع جيش وانتصار الآخر، إنما هى تمتد فى كر وفر من الإرهابيين، لسنوات طويلة، مدعومة من جهات ومؤسسات دولية وإقليمية، لإضعاف الوطن وإسقاطه . لنا أن نتخيل ونحن نتحدث عن كل هذه المسيرة، من الأحداث والوقائع المرتبطة بالدفاع عن الوطن، كم فقدنا من شهداء، كانت حياتهم ثمنا لبقاء هذا الوطن حرا مستقلا، متمتعا باستقلاله ووحدته، وعاش شعبه فى أمن وأمان واستقرار، بسبب كل هذه التضحيات . «الحق فى الحياة» قمة الحقوق، وأهم مبادئها، وحين يقرر شخص، التضحية بحياته، فهو يتبرع بأهم حق يملكه الإنسان، والشهيد قرر التبرع بحياته، من أجل حياة الآخرين، ومن أجل حماية الوطن، والدفاع عنه ضد أعدائه، وهولم يشك، ولم يتذمر، ولم يقايض أويساوم، وإنما فعل ذلك إيمانا بالوطن، وطواعية دفاعا عن الشعب. من هنا يأتى الاحتفال بيوم الشهيد، من كل هذه المعانى، التى تتجاوز واقعة أوحالة، إلى مسيرة طويلة من العطاء المستمر، فى وطن اعتاد عبر التاريخ، مواجهة الغزوات والمحن والاستعمار، وعصابات الإرهاب. إذا كان الشهيد القائد عبد المنعم رياض قد قضى روحه دفاعا عن الوطن بين أبنائه الجنود، رافضا مغادرة الموقع وقت عدوان إسرائيلى، على نقطة 6 غرب القناة، فإنه كان يجسد مسيرة ممتدة لأبناء الوطن، بدأت منذ آلاف السنين، وتواصلت بعده فى قادة وجنود، رفضوا التخلى عن السلاح، وصمدوا حتى قضوا شهداء، دفاعا عن الأرض والعرض والاستقلال . هذا هو شهيد الوطن .. كل من ضحى طواعية بأغلى حق فى الوجود «الحق فى الحياة».