الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
خبير طرطشة

خبير طرطشة

بقع الدماء فى مسرح الجريمة لها أهمية كبيرة جدا فى المعاونة فى التعرف على  الكثير من الحقائق قبل الجريمة وبعدها وحتى وفاة المجنى عليه. أصل كلمة طرطشة يأتى من الفعل «طرطش» والذى يعنى إلقاء أونثر مادة على حائط أوعلى أرضية...يطلق على المتخصص فى تحليل بقع الدماء وانتشارها فى موقع الجريمة «خبير طرطشة» والذى يقوم بعملية تحليل نمط بقع الدماء Bloodstain pattern Analysis (BPA) ...ببساطة فإن نمط انتشار بقع الدم على الأرضية أوالحوائط أوأى أجسام أخرى فى موقع الجريمة يدل على الكثير...بالإضافة إلى لون الدم ودرجة جفافه أوتجلطه...حركة وعلامات الأصابع والأيدى والأرجل المرسومة بالدم تنبئ عن الكثير. ربما تعطى إشارات إلى أن الضحية مات منتحرا أومقتولا ونوع السلاح المستخدم ومدى قربه من المقتول وقت إطلاق النار عليه أو طعنه...هل حدثت مقاومة أوحركة بعد عملية إطلاق النار أوعملية الطعن أم لا...إلخ.  ينضم هذا العلم إلى مجموعة من العلوم أوقل المهارات والشواهد مثل الفراسة وتقصى الآثار والتى استمرت لعدة قرون فى شكل مجموعة من المهارات والشواهد التى نستطيع بها ومن خلالها أن نتعرف على جزء من المجهول ثم نقوم باستخدام حيل المواجهة والمفاجأة فى استجواب المشتبه فيهم وممارسة الضغط عليهم لانتزاع اعترافاتهم. أول دراسة شبه علمية عن بقع الدماء كانت فى عام 1885 قام بها دكتور إدوارد بيوتروسكى ثم صدر كتاب مهم فى عام 1941 بعنوان «تحقيقات حوادث الانتحار» والذى تناول موضوع بقع الدماء بصورة أكثر دقة وأكثر اهتماما حيث استعرض معدلات جفاف الدم ودرجة اللون وارتباطها بالشريان المصاب أوالجزء فى الجسم الذى نزفت تلك الدماء منه وأيضا توقع لحركة الجانى والضحية بعد عملية الطعن أوالضرب بالرصاص. كان عام 1957 عاما فارقا حيث اعترفت محكمة  ولاية كاليفورنيا للمرة الأولى بشهادة خبراء بقع الدم واستخدم القاضى ما أفادوا به من معلومات واستنتاجات بدرجة تصل أحيانا الى اعتبارها فى حكم الأدلة المادية . يتم أيضا استخدام تكنولوجيا المعلومات فى الأمر من خلال عدد من البرامج ربما أشهرها برنامج HemoSpat والذى تتم تغذيته بمجموعة من صور بقع الدماء فى مسرح الجريمة ويقوم البرنامج بعمل مجموعة من التحليلات المتطورة لوضع الجانى والمجنى عليه وأسلوب القيام  بالجريمة وما تم بعد اقتراف الجريمة حتى وصول المحققين ورجال الشرطة. وبالرغم من التطور الحادث فى التقنيات والأساليب المستخدمة إلا أن الجدل قد ثار مؤخرا بخصوص تلك الأساليب خاصة بعد وجود اختلافات فى الرأى بين مجموعة من الخبراء حول تفسيراتهم لنفس الجريمة كما ظهرت بعض الدراسات التى تنتقد تلك الأساليب وتشير إلى إنها مجرد أحاسيس ليست مبنية على تجارب حقيقية ولا تعبر عنها. وبغض النظر عن هذا أوذاك فإن الاجتهاد فى محاولة الوصول إلى الحقيقة هو أمر محمود بكافة صوره ومطلوب أيضا...ربما كاميرات المراقبة التى باتت منتشرة فى المنازل وفى الطرقات قد وفرت الكثير من الوقت والجهد والتى قد يمكن استخدامها وذلك للمزيد من التأكيد على قواعد هذا العلم المثير.