بوخومار خنفشار

من ضمن مميزات شبكة الانترنت وتطبيقاتها المختلفة ومنها موقع اليوتيوب انه يسمح لك بالغوص فى بحار النغم والالحان القديمة والنادرة...اثناء الانتقال من اغنية لأغنية للراحل العظيم فنان الشعب الفنان سيد درويش توقفت عند اغنية رائعة اسمها «بوخومار خنفشار»...لأول وهلة تستطيع ان تميز خمس لهجات فى هذه الاغنية وهى اللهجة المصرية والشامية والسودانية والتركية واليونانية (الجريجية)..

بالبحث البسيط تبين أن تلك الاغنية من كلمات المبدع الراحل بديع خيرى وهى جزء من رواية غنائية بعنوان «رن» قدمت بواسطة فرقة نجيب الريحانى عام 1919 والرواية تحتوى على اغان اخرى منها «يا مدام كليوباترا» و«التحفجية» و»ماقلتلكش ان الكترة» وطقطوقة «يا حلاوة ام اسماعيل» وغيرها.

اسم الرواية «رن» هو رد نجيب الريحانى على رواية لعلى الكسار بعنوان «راحت عليه» فى تلك الفترة التى كان كل من على الكسار ونجيب الريحانى يقومان بالرد على بعضهما البعض من خلال اسماء الروايات فى تقليد لطيف حاول فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى اعادته فى العصر الحديث من خلال مسرحيتى «روحية اتخطفت» و«احنا اللى خطفناها».

عودة الى بوخومار خنفشار والتى ادعو المهتمين الى البحث من خلال اليوتيوب والانصات الى كلمات الاغنية وهى عبارة عن حوار يدور بين ابوكشكش المتزوج من اربع سيدات من جنسيات مختلفة وبين اهل زوجاته الاربع حيث يبدأ والد زوجته التركية قائلا «بوخومار خنفشار سان خرسيس مرسيس» ثم والد زوجته السودانية قائلا «آن ديوسن با أبد الله اضرب يا إدريس» فيستشعر ابوكشكش انهم يضمرون له شرا فيبادر قائلا « اه يا نهارك الاسود فى الواقعة دا هية الخلطبيس»...ثم يبدا والد زوجته الشامية بالبحث عنه قائلا «وين ها الألعوط هخى الصرماية يا أطل مازنيس» ويتحدث والد زوجته اليونانية قائلا «لخبطة خومص مرزطة خومص كلم إنت فريه موس سفته واخد مجنون كليفتى موليفتى موريه»...ويستمر الحوار بين الخمسة اشخاص من خلال اللحن الرائع والذى ينتقل من الضرب الى القتل واقتراح طرق مختلفة لذلك حيث يتحدث الشامى قائلا «من إيهن بتريد يا أزعر من هيكى التقويص»...وهنا يظهر ابوكشكش رابط الجأش يرفض وسائل الموت التى ذكروها ويحدثهم أنه سيعيش حياته بالطريقة التى تناسبه حتى فى أصعب الظروف ويموت وهو مرتاح البال وفى أسعد حالاته حيث يصدح بالغناء قائلا «مايعجبنيش م اللستة دى حاجة بلا تهجيص  دا أبوكشكش ولو أنه واقع فى حيصن بيص مايعيشى إلا حلنجى ولايموتشى إلا جعيص»....الا انهم يصرون على قتله فيتحدث واضعا شرطا لمن يقتله وربما به اشارة الى المستعمر البريطانى قائلا «لحد هنا واربط مادام حاينطم دولا ...آدى اسمى وآدى ختمى أنا المجتول أدناه....أتعهد بجبولها موته على خيرة الله...لكن من حيث ليث مااعرفشي...لااسبانيولى ولا طرشي...فالبند الأول مايكونشي...القاتل من غير جنسى»

بقى ان نقول ان الاغنية الموجودة على اليوتيوب غناء سيد مصطفى «من حفظة سيد درويش» ومعه محمد البحر «ابن الشيخ سيد درويش».