الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فيروس الشائعات

فيروس الشائعات

بعيدا عن وجود فيروس كورونا فى مصر من عدمه، وبعيدا عن انتشاره او محدوديته، وبعيدا عن فاعلية اجراءات الحكومة فى محاصرته، او رصد تحركه، او ضبط حاملى الفيروس اوالمرضى به، بعيدا عن كل ذلك يظل السؤال الجوهرى.. لماذا لم تتمكن اى جهة او جماعة، من داخل مصر او خارجها، اعلان اسم لحالة مريضة غير التى تعلنها الدولة؟ 



منذ بدء التعامل بجدية دوليا مع الفيروس وانتشاره، وشائعات الارهابيين تنتشر فى كل مكان، عن تفشى الوباء، واكتساحه المدن والقرى المصرية، وحالات انتقاد شديدة وقصوى للإجراءات الوقائية المتبعة، بل ان دويلة مثل قطر وناعق البوم «الجزيرة»، تولت قيادة تلك الحملات، بتقارير واخبار، وخرج على شاشتها من يروج لأكاذيب، ومن يعلن قرارات بمنع دخول القادمين من مصر وليس المصريين، وكأن مصر بؤرة تفشى الفيروس وانتشاره.

الحاصل ان الفيروس ضرب العديد من دول العالم، واصاب دولا كبرى مثل الصين وامريكا وانجلترا وايطاليا وغيرها،  واسقط  الآلاف واصاب مئات الآلاف، وتفشى بالطول والعرض شمالا وجنوبا، وطبيعى ان يصل لمصر لا قدر الله، وطبيعى ان تتخذ الدولة إجراءات وقائية للحماية، لكن ليس من الطبيعى ان نتحدث عن الامر وكأن اى دولة فى العالم تستطيع فرض جدار وقائى، يمنع اختراق الفيروس لحدودها.

لذلك يظل السؤال المحورى، من يستطيع تقديم بيانات غير التى تعلنها الدولة؟ الإجابة فى عصر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى، يستطيع اى شخص نشر ما يريد نشره، والترويج لما يريد الترويج له، خصوصا ونحن نتحدث عن فيروس اصاب العالم بالهلع والفزع، واعلنت الدولة المصرية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، البيانات الدقيقة عن حالة الفيروس فى البلاد ولم يكذبها احد، إلا ابواق الشائعات والمرجفين.

الشاهد اننا أمام حالة على درجة عالية من شفافية الدولة فى التعامل مع الامر، قادرة على توضيح الصورة، وعرض المعلومات لحظة بلحظة، بلا مواربة، او تستر او اخفاء للحقائق، وهى معلومات مدعومة بمنظمة الصحة العالمية، المعنية على مستوى العالم بالتعامل مع هذه الملفات، وفقا لقواعد واجراءات فى منتهى الصرامة.

مرة أخرى نعود فى المُلمات لمواجهة شائعات الارهابية وعملائها، وترويجهم لأكاذيب بغرض اصابة الدولة فى مقتل، وترويع المواطنين وافزاعهم، وهز حالة الاستقرار المجتمعى، بعد ما فشلت عصابات الارهاب المسلح فى تحقيق ذلك.

لكن المؤكد فى المقابل ان المجتمع الذى اصابه الفزع، من التطورات العالمية المتسارعة والمتلاحقة، صمد كالعادة فى مواجهة شائعات الارهابيين واجهضها، وهو يعيش حالة الخوف الطبيعية للإنسان، من وباء او فيروس، لكنه ايضا يعيش حالة ثقة فيما تنشره مؤسسات الدولة.

لا قدر الله حتى لو ضربنا الفيروس، كما فعل مع العديد من دول العالم، فإن شفافية الدولة وتعاملها برقى وصدق مع الاحداث، ساعدها على النجاح في ضرب فيروس الشائعات.