الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
درس فى صناعة العظمة

الصين من الحصار للانتصار

درس فى صناعة العظمة

قبل شهر تقريبا شاهدت مقطع فيديو لحوار بين أم صينية تعمل طبيبة ونجلتها الصغيرة تتحدثان فى الشارع وبينهما سور.. كانت الطفلة تناشد الأم باكية العودة إليها وإلى المنزل لأنها تحتاج وتشتاق إليها.. كان جواب الأم للطفلة حاسما بأنها لن تعود إلى المنزل قبل أن تشارك فى القضاء على الفيروس اللعين!



الأم التى تعمل طبيبة داخل أحد معامل التحاليل الحكومية مع فريق طبى يحاول اكتشاف مصل لعلاج الفيروس كانت متغيبة عن بيتها وطفلتها منذ بداية الأزمة.

كانت الطفلة تبكى والأم ترد بصرامة وتحدٍ: لن أعود قبل القضاء على الفيروس اللعين! ترك المقطع فى نفسى أثرا كبيرا حول إصرار الشعب الصينى العظيم وتحدى الأزمة إنسانيا.

بيد أن الشعب الصينى نجح.

وأعلنت الصين انتصارها على فيروس كورونا والسيطرة عليه، الإعلان هنا عن مشروع صينى قومى لصناعة «العظمة» 

الانتصار الصينى له مدلولاته:

١- ثقة المواطن فى دولته. 

٢- مصداقية الدولة لدى المواطن والتى جعلته هادئا مستجيبا لإجراءاتها واثقا فيها. 

٣- انصراف المواطن عن كل حملات الإعلام المشككة فى دولته. 

٤- التزام المواطن بكل التعليمات الصادرة.

٥- التزام المواطن بمبادئ الصحة العامة.

٦- التعامل مع الأزمة صحيا دون الانحراف بها سياسيا.

نجاح الصين فى السيطرة على المرض وجرأتها فى إعلان ذلك ارتكز على ثقة الدولة فى وعى المواطن وفِى مسئولية استقباله لما يصدر عنها دون استخفاف فى موضع الجد.

النجاح الصينى ليس معناه السيطرة على الفيروس المتحور.. بل السيطرة على الخوف وإدارته والانتقال بالحال العام من لحظات الرعب إلى لحظات الثقة المتناهية فى قدرة الدولة على إدارة الأزمة!

النجاح هنا جاء بعد النبذ العام لتسييس الوباء واعتباره معيارا على نجاح الأنظمة السياسية أو إخفاقها فى الإدارة.

تحيا الصين مرات ومرات.