
احمد رفعت
الإعصار ومعدن المصريين الحقيقى!
كان الإعصار الذى ضرب البلاد الأيام الماضية كاشفا لمعدن المصريين الحقيقى الذى نراه دائما وقت الشدة والازمات..ولم يكن كاشفا فقط لشكل وأداء ودور وحضور الدولة الجديدة فى مصر التى تقود البلاد منذ ٢٠١٤ الى مستقبل مختلف..والذى تحدثنا عنه وعنها كثيرا.. ويستحق الامر ان نتحدث عنهما مرات ومرات..لكن يلفت نظرنا الحال الذى بلغه المصريون من الايجابية والسلوك القويم المتحضر.. الذى رأيناه فى الالتزام اولا بتعليمات الاجهزة المعنية.. ثم رأيناه سلوكا على الارض تجلى فى صور عديدة من الاستجابة الطوعية لاغاثة ونجدة من طلبوا الاغاثة والنجدة فى كل مكان.. بعضهم دفعوا حياتهم اثناء ذلك وبعضهم قدموا من اموالهم وصحتهم ووقتهم حتى ان سيارة احدهم بلغت فاتورة اصلاحها عشرات الالوف حتى تكفلت وزارة الدفاع والهيئة العربية للتصنيع التابعة له باصلاحها دعما لهذه المواقف الايجابية المتحضرة وشراكة منها فى انقاذ ابناء الوطن!
رأينا دور العبادة تفتح ابوابها للجميع..بل يفتشون فى محيطهم عن ملهوفين يبحثون عن مغيث..ورأينا فى مركز ناصر ببنى سويف كيف يوفرون المأوى والشراب والطعام للعابرين ممن تعذر عليهم استكمال رحلة قطارهم امام بلدتهم وكيف وفروا وسائل مواصلات بديلة لمن طلب ذلك التزاما بظروف قهرية..ورأينا محال وشركات خاصة تعلن عن عنوانها واستعدادها لاستقبال اى عابرين..ورأينا وعيا على شبكات التواصل فى التصدى للشائعات اولا وفى الابلاغ عن المخاطر ثانيا !
ما كل هذا الذى جرى؟ لأن الناس تصدق الآن انها فى وطن مختلف..انه المصرى الذى ينتظر دائما القدوة ..فيقدم اروع واجمل ما عنده!
وكان محقا الرئيس السيسى ان يتقدم لشعبه بالشكر..فقد كانت الازمة كاشفة لمعدن المصريين الحقيقى!