مت فارغاً
«مت فارغا» هو عنوان كتاب للمؤلف الأمريكى تود هنرى صدر فى عام 2013 ...الكتاب ينتمى الى فئة التنمية البشرية و يطرح فكرة مهمة و جديرة بالدراسة و التطبيق.
الفكرة تبدأ بسؤال طرح على المؤلف يوما ما عن ما هى أغنى أرض فى العالم ؟..مناطق الشرق الأوسط الغنية بالنفط أو مناطق فى قارة افريقيا غنية بالماس...تلك كانت بعض الإجابات والتى رفضها السائل جميعها حيث اشار الى أن اغنى ارض فى العالم هى «المقبرة» حيث يرقد الملايين من البشر الذين ذهبوا اليها محملين بالكثير من الافكار والخبرات التى لم تخرج الى النور و لم يتم الاستفادة منها.
الهمت تلك الاجابة المؤلف ليعكف على تجميع اطراف تلك الفكرة فى شكل كتاب بعنوان «مت فارغا»....المقصود بذلك هو ان نعيش بدون ان نكتم اى شىء داخلنا حتى اذا ما حانت اللحظة المحتومة ذهبنا فارغين تماما...فارغين من هموم الدنيا و الافكار السلبية والمعاصى والاثام...أن نكون فارغين من كل الخير والخبرات الموجودة بداخلنا...اذا كان لدينا قدر من التسامح مع البشر فلنستخدمه كله قبل ان نرحل...لدينا فكرة فلننفذها...لدينا علم فلنقم بنشره و تبليغه للناس...لدينا هدف فلنحاول ان نصل اليه وهكذا.
يمكن لكل منا ان ينظر و يتفكر فى الأمر ويتذكر من رحلوا...ترتسم على وجهى ابتسامة مع شعور بالامتنان لكل من ترك اثرا طيبا فى نفسى او تعلمت منه فضيلة من الفضائل او قص على قصة ذات مغزى او دعمنى بكلمة او نقاش بناء وايجابى...اشعر بأنه لم يمت و ان جزءا من روحه ماتزال معى...على الجانب الآخر اشعر بالاسف و احيانا بالشفقة لمن رحل ممسكا بأفكاره و خبراته مانعا إياها عن الآخرين…
المشكلة ان الكثير من كبار السن يحاولون ان يفعلوا هذا ومع تقدمى فى السن اشعر بميل نحو ان اموت فارغا ايضا...الازمة تكمن فى ان الجيل الجديد احيانا لا ينصت و احيانا لا يقتنع و لكن هذا لايجب ان يثنينا عن الاستمرار فى بذل كل ما هو مهم ومفيد ونشره.... ربما تدوين تلك الخبرات و نشرها افضل من اليأس والاستسلام .... أعرف العديد من ذوى الخبرات المتميزة الذين يقومون بذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعى...البعض الآخر يؤلف كتبا... البعض يعقد ندوات... تحد كبير يحتاج الى تقنيات حديثة مثل تحليل البيانات العملاقة و الذكاء الاصطناعى و ذلك من اجل معالجة كل تلك الخبرات والافكار واعادة ترتيبها وصياغتها وتمهيد الطريق الى الحكمة.
تغريدة: إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها «حديث شريف».
