الحكومة تنجح فى الاختبار

فى أقل من شهرين تعرضت الحكومة لاختبارين حقيقيين نجحت فيهما نجاحًا باهرًا.

أزمة كورونا والأمطار.

فى كليهما استبقت الأزمة واستعدت لها فكانت النتائج الباهرة!

فى كورونا تفوقت الحكومة المصرية تفوقًا مذهلًا بالاستعداد الوقائى والمسئولية السياسية نحو مواطنيها فى الإجلاء من الصين وتخصيص مستشفى خاص وإقامة حجر صحى.. استعدادات كانت ولا تزال محل إشارة منظمة الصحة العالمية وهو الأمر الذى جعل من فيروس وبائى عالمى ينحسر داخل مصر رغم الكثافة السكانية الكبيرة.

الأزمة الثانية كانت الأمطار أمس وأول أمس.. 

ففى علم إدارة الأزمة أهم مرحلة هى منع حدوث الأزمة أساسًا، والمنع هنا يعتمد على قوة القرار الذى قد لا يمنع الحدث المتوقع بل يحول دون تحقق أضراره.

فى مواجهة الإعصار خرجت الحكومة المصرية واتخذت قرارًا بتعطيل العمل فى الدولة، والتعطيل هنا لم يكن ليمنع الإعصار لكنه نجح فى منع إلحاقه الضرر بالمواطن المصرى.

قرار تعطيل العمل صدر مسئولًا عندما استثنى الفئات الحيوية كالشرطة والإسعاف والمطافى والصرف الصحى، أى أن القرار صدر مؤسسيًا وفرض على فئات بعينها أن تعرّض نفسها للخطر فى مقدمتهم رئيس الوزراء الذى يقود غرفة العمليات المركزية!

كان المتربصون فى انتظار الغضب الذى كان سيتدفق مع تدفق الأمطار من جراء الوعكة المرورية التى كانت ستضرب البلاد لكن ذلك لم يحدث لأن حكمة الدولة حالت دون وصول الضرر إلى المضرور .

هل سأل المرجفون عن مشاعر الزوجة والأبناء الذين كانوا فى وداع آبائهم الذين يعملون بالشرطة أو الإسعاف أو المطافى وهم فى اتجاههم إلى أشغالهم صبيحة يوم الإعصار المتوقع.. هى أشياء لا تشترى!