رشدي أباظة
لماذا نجحت الصين وفشلت أوروبا؟
تقول الشواهد إن الأوروبيين والولايات المتحدة تركوا الصين فى بداية الإصابة بفيروس كورونا. لم يتجاوب معها أحد وقد تركت تصارع الفيروس بمفردها.
بل إن هناك من وجه لها اللوم فى أنها السبب فيما يحدث لها!
دارت الأيام دورتها فإذا بالحال ينقلب وتتقلب الأيام وتنجح الصين منفردة فى حصار الفيروس.
لطالما فى البدء تعرضت لمزايدات أوروبية عن نظام السلطة فيها باعتباره نظاما حديديا يخترق العديد من معايير الديمقراطية، خلطوا الفيروس بالسياسة!
باعتبار أن الديمقراطية الأوروبية نموذج قابل للاستنساخ على إطلاقه.
فى جدران النموذج الأوروبى تظهر اليوم ثغرات العجز عن فرض حالة إلزام للشعوب بتقبل الإجراءات الصارمة لمواجهة فيروس كورونا، ثقافة الحرية التى وصلت لحد أنها تقدمت على قيمة حفظ الأنفس أهلكت الأنفس فى أوروبا فتمكن منها الوباء وضرب وحدة اتحادها السياسى الذى انفرط عقده أمام المرض اللعين، بينما التنين الصينى كان قد حاصر المرض بعد أن تحول نظامه الحديدى إلى سيستم إدارة أصبح عقدا اجتماعيا رضائيا!
الآن تتجرع أوروبا وحتى أمريكا مرارة الفيروس اللعين وتجد إيطاليا نفسها فى مواجهة مباشرة فتاكة من دون أن تجد مساعدة حقيقية من الاتحاد الأوروبى حتى إنها تفكر فى الخروج بعد التعافى.
الصين نجحت من حيث أخفق الآخرون.. فقد حققت المعجزة لأنها لم تخلط بين المرض والسياسة كما فعل آخرون وكما خلط البعض بين الدين والمرض.. كل أولئك فشلوا فيما نجحت الصين!
