الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ميتتان لرجل واحد

ميتتان لرجل واحد

عنوان رواية صدرت عام 1959 للكاتب البرازيلى الكبير جورجى أمادو.... تتحدث عن الموت بأسلوب مختلف.... به من الفلسفة والسخرية والشجن خليط متميز وغريب.... بدون أن نقوم بسرد الرواية لأنها تستحق القراءة بالفعل ولكن باختصار فإنها تدور حول رجل عجوز عاش حياتين مختلفتين...الأولى كان فيها موظفًا مرموقًا محترمًا يشهد له الجميع بالاحترام والاتزان ثم حدث له تحول غريب فى السنوات الأخيرة من حياته حيث هجر حياته الأولى وتحول إلى شخص سكير متشرد يصاحب المشردين واللصوص وبنات الليل.



ثم أتت الوفاة فيتنازعه على المستوى النفسى كل من عائلته التى ترفض ما أتى به فى سنواته الأخيرة و أصدقاءه فى الفترة الأخيرة الذين لا يعيرون بالا إلى مشاعر أسرته ...ثم يبدأ النزاع على الجثمان و تكون الغلبة لأصدقاء المرح وتنتهى الرواية بقيام الرجل العجوز بإلقاء نفسه فى البحر هربًا من هذا وذاك و استمرار لنهج الحرية الذى انتهجه فى حياته بألا يقرر له أحد أبدا أين يذهب أو ماذا يفعل...بالطبع لم تقم الجثة بإلقاء نفسها فى البحر و لكن هكذا خيل لأصدقائه السكارى الذين أصروا على حمل الجثمان معهم  على متن مركب ثم تخيلوا أنه لايزال حيًا!!!

الرواية فى اقترابها من الحياة والموت والحرية تذكرنا برواية زوربا اليونانى للكاتب نيكوس كازانتزاكيس والتى تحولت إلى فيلم سينمائى شهير بطولة النجم العالمى انتونى كوين - تم تمصيرها فى فيلم بطولة فريد شوقى- وللعجب فإن مؤلف رواية «ميتتان لرجل واحد» قد قام أيضا بتأليف رواية بعنوان «زوربا البرازيلي» تتشابه مع النسخة اليونانية فى خصائص الشخصيات ونظرتهم للحياة وسخريتهم من الآلام و الأوجاع والأخطار و أيضا من الموت.

تيمة تغيير نمط الحياة تم تناوله فى أكثر من عمل فنى منها فيلم «البحر بيضحك ليه» للفنان محمود عبد العزيز والذى يجسد فيه دور موظف ورب أسرة والذى ضاق بالقيود فهرب إلى حياة أخرى و تعرف على عاملة فى أحد الفرق الجوالة فى الشوارع حيث يتزوجها و يعيش حياة مغايرة تمامًا لحياته الأولى.

بقى أن نقول إن آخر كلمات بطل رواية «ميتتان لرجل واحد» كانت كما يلى :»سأدفن كما أشتهى...فى الساعة التى أشتهى...يمكنكم أن تحفظوا تابوتكم إذن... لميتة جديدة وميت جديد...أما أنا فلن أترك أحدًا يحبسنى...فى قبر أرضى رذيل».