الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مرسى» زعيم الثورة الخامسة فى مصر




«اصحوا يا ولاد الوـــــة، فوقوا، هيقطعوا عنكم الماية.. مستنيين ايه؟ لتر الماية هيبقى اغلى من لتر البنزين، اصحوا يا ولاد الوـــة فوقوا».. دى هتافات كان بيرددها واحد فى شارع من شوارع شبرا الخيمة الساعة 3 الفجر، كان فى حالة هيستيرية غريبة جدا!.. دى اول مرة الاقى فيها شخص ماشى فى شوارع حى شعبى بيتكلم فى امور تخص مجريات سياسية، وبيدعوا الناس للتحرك ضد المتسببين فى الازمة دى. محصلتش قبل الثورة ولا بعدها، الا ان الرئيس محمد مرسى كان له السبق فى انه بقى سبب جوهرى فى تجلى الحادث ده، واللى بينبأ - بقوة - ان الثورة الخامسة فى مصر على الابواب.
مصر مرت بأربع ثورات فى تاريخها، الاولى كانت ثورة الزعيم احمد عرابى سنة 1881، والتانية ثورة 1919 بزعامة سعد زعلول، والتالتة ثورة الضباط الاحرار سنة 1952 بزعامة جمال عبدالناصر، والثورة الرابعة 25 يناير 2011 بزعامة الشباب، اما الثورة الخامسة، المتوقع انها تبقى فى 30 يونيو الجاى، او بعد كده بشوية، هتكون بزعامة الرئيس محمد مرسى.
المعارضين للاخوان بعد الثورة  نازلين سلخ ومعايرة، لانهم ركبوها وانضموا ليها بعد الشباب ماخدوا الخطوة الاولى يوم 25 يناير، اللى سبقه تصريحات لقيادات الاخوان انهم مش هيشاركوا فى مظاهرات يناير، ودا رد علية الاخوان فيما بعد بانهم شاركوا فى المظاهرات ولكن بشكل فردى!
الاخوان طبعا هروا نفسهم ادعاء انهم من طلائع الثوار، وانهم اول ناس دفعت التمن ايام نظام مبارك فى السجون. دا كله كلام هتش ومش صحيح، الاخوان عمرهم ما اتسجنوا علشان قضية وطنية، الاخوان اتسجنوا علشان خاطر مشروعهم الخاص مش علشان خاطر مصر زى ما بيروجوا. ضيف على ده ان الاخوان عمرهم ما كانوا دعاة ثورة، دا مش كلامى، دا كلام الرئيس محمد مرسى عن جماعة الاخوان المسلمين قبل الثورة، لما قال فى مؤتمر صحفى «الاخوان ليسوا دعاة ثورة»، يعنى الامر واضح وصريح بالنسبالهم، الا انهم هيموتوا علشان يقولوا للناس انهم ثورجية.
الاخوان بعد سنة من حكم الرئيس محمد مرسى قدروا انهم يحشدوا الناس لثورة جديدة، الثورة الخامسة، بعد ما قدروا يضغطوا على الناس نفسيا ومعنويا وماديا، علشان ينزلوا الشوارع ضد الظلم والفساد والاستبداد اللى كسا كل شئ، طبعا ده كان بيحصل من غير ما يقصدوا، للسيطرة على كل شئ فى البلد، فاصبح الاخوان محل استهداف من المصريين، وبقى اللى بيتزعم الثورة دى ووقودها رئيس الجمهورية نفسه، اللى بيزق الناس زق ناحية الثورة بكل حركة وسكنة بيعملها.
الشعب المصرى شاف واتعلم حاجات كتير خلال السنتين اللى فاتوا، دخل فى معجمه مفردات ومعانى كبيرة عن الحرية والثورة والتعبير عن الرأى بشكل سلمى، وخلال السنتين دول اصبح وعيه اكبر وانضح تجاه الاحتجاج، واتعلم من الاخطاء اللى ارتكبها فى الثورة الرابعة - 25 يناير 2011 - وبدا يطبق خبراته بحرفية شديدة وابداع، تمهيدا للثورة الخامسة، ودا كله بيحصل بوازع من الرئيس مرسى.. ضد حكم الرئيس مرسى.
 
الكلام دا اتجسد بشكل واضح فى حملة (تمرد) والحركة المهولة اللى قدرت تخلقها فى الشارع، بعد ما اصبح الناس بتتهافت على استمارات سحب الثقة من الرئيس بنفس قوة تهافتهم على رغيف عيش ولتر البنزين والكهرباء اللى مش لقينهم. ورغم الغضب المكتوم هنلاقى التعامل الرسمى مع حملة (تمرد) مضحك جدا، الرئيس انشغل فى البحث عن مدى قانونية التوقيعات المجمعة ومدى تأثيرها على حكمه، دا كل اللى همه، الى جانب دا قام مجموعة من «مدلكتية» الرئيس من التيار الاسلامى بتدشين حملة (تجرد)، وسعيهم لجمع ملايين الاصوات!
 
الغباء الكامن عند جماعة الاخوان المسلمين تحديدا، والاسلامجية فى العموم، بيتلخص فى انهم حولوا الحراك اللى عملته فكرة حملة (تمرد) لصراع على جمع عدد الورق الموقع، طبعا قد يلجأوا فى صراعهم الاعمى الى تزوير التوقيعات علشان يثبتوا شعبية الرئيس المزيفة، ناسيين تماما ان التحرك الاقوى هو اللى بيحصل فى الشارع.
 
الاسلامجية مش واخدين بالهم انهم لو معاهم توقيعات من الارض للسماء مش هيتنجدوا من غضب الشارع، توقيعات (تجرد) اللى بتصعد زى الصاروخ - بحسب تصريحات القائمين عليها - مقدرتش تمنع الرئاسة من انها تموت فى جلدها من الرعب، وقامت بتعلية اسورها وبدلت الابواب الاثرية بابواب احدث خوفا من الغضب القادم.
 
الحكاية مش حكاية ورقع بيتجمع، ولا قصة مظاهرات يوم 30 يونيو، الحكاية حكاية شارع بيغلى وطبقة كانت ساكنة فى ثورة يناير بدأت تتحرك، وبقصد هنا الطبقة البسيطة اللى بيسموها (حزب الكنبة)، الطبقة دى ليها دور فاعل جدا فى توقيعات (تمرد)، وهيكون ليها دور كبير برضه بشكل مذهل فى 30 يونيو.
 
حزب الكنبة بدأ يتحرك ويطلع جزء من غضبه بشكل سلمى بالتوقيع على استمارات (تمرد)، واللى بيعتبروا توقيعهم على سحب الثقة من الرئيس بمثابة انذار منهم الى من يهمه الامر. ولو ملقوش استجابة مش هيسكتوا ولا هيياسوا، مؤكد هيستنوا لحظة حاسمة هيخرجوا فيها من اجل نسف وإفناء فكرة الاخوان من على الارض، وتحولها ذكرى، وميفضلش فى الذاكرة من الاخوان غير انهم وصلوا للحكم وكان ليهم رئيس اسمه.. اسمه.. محمد مرسى قائد جموع المصريين الى القيام بالثورة الخامسة، ضد نفسه، وجماعته المحظورة.