الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أوثان العصر الحديث

أوثان العصر الحديث

العظة الأسبوعية لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تناولت الأربعاء الماضى 11 مارس 2020 موضوعا فى غاية الأهمية.. تحدث عن الخزى الذى تحدثه عبادة الأوثان.. تناول أوثان الماضى وأوثان العصر الحديث أيضا والذى جاء على رأسها التليفون المحمول. «الموبايل من أوثان العصر الحالى فتخلوا عن عبادته».. تلك كانت العبارة الأكثر تعبيرا عن هذا الجهاز الحديث.. بالطبع فى عصور أخرى كان الخزى يأتى من عبادة أوثان أخرى منها التليفزيون والراديو أو الأفكار الغريبة الداعية الى الإلحاد وخلافه. العجيب أن كل تلك الأوثان وأكثر أصبحوا جميعا مجتمعين ولديهم رسائل شديدة التركيز والتأثير تأتى للجميع من خلال التليفون المحمول. ذلك الجهاز الذى ظهرت أمراض مرتبطة به منها بعض الأمراض العضوية مثل ضعف النظر والعضلات والعظام والدورة الدموية وخلافه. منها أيضا أمراض نفسية مثل الإدمان والتوحد والانعزالية وأيضا الخوف من الفقد. الخوف من فقد المحمول أو فقد الأخبار المختلفة المهم منها والتافه.. هذه الأمراض أدت ظهور العديد من أوجه الخلل فى العلاقات الإنسانية وأساليب التواصل ولاشك فى أن لها تأثيرات على إنتاجية الفرد ومدى إنجازه للأعمال الموكلة إليه. عودة إلى الشق الدينى.. لا شك من أن انتشار استخدام المحمول قد أثر بالسلب على الوقت المتاح لقراءة الكتب السماوية لأصحاب الأديان وهذا يرتبط مباشرة بالتقرب إلى الله والقرب منه وهى أمور نرى انعكاساتها على الحالة النفسية وعلى التعاملات اليومية للبشر. ولنختبر هذا الكلام مع آخر حدثين مرت بهما البلاد وهما سوء الأحوال الجوية وفيروس الكورونا.. انظر إلى كم التشتيت وكم الشائعات والأخبار السلبية المحبطة.. كم التخويف والتشكيك فى قدراتنا على الخروج من الأزمات.. كم الطاقة السلبية مقارنة بالواقع الذى يكافح العديد من الأفراد والجهات لتحسينه. هذا الوثن قاتل.. سلبياته تتعدى بكثير مجرد ضياع الوقت الثمين فى أمور غير مهمة.. ما بين الامتناع والترشيد نجد العديد من الآراء والنظريات.. عليك عزيزى القارئ أن تجرب الامتناع أو الترشيد ولكن لا يمكنك عمل هذا إلا بعد أن تصل إلى درجة القناعة الكافية بمضار هذا الوثن الجذاب.