الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 يوم الأم من الدين

يوم الأم من الدين

مع قدوم يوم 21 مارس واحتفال المصريين بيوم الأم، والذى يسمونه مجازا «عيد الأم» يتردد بين الناس فتاوى يطلقها من يرون فى أنفسهم حراس الدين وأنهم يفهمون صحيح الدين دون غيرهم  فينظرون لهذا الاحتفال على أنه تقليد دين الدين لأنه تقليد لغير المسلمين وبالتالى تجب مقاطعته لأنه باطل، وفريق منهم يرى أنه بدعة مردودة لا ينبغى فعلها. والغريب فى هؤلاء أنهم تجاهلوا نصوصا قرآنية وأحاديث نبوية تحث على الإحسان بالأم والبر لها، ومن الإحسان المعروف هو فعل كل أمر يدخل السرور على قلب الأم،  والعناية بها،  وتخصيص يوم للاحتفال بالأم هو من باب إدخال السعادة على الأمهات، وإشعارهن بأن الدنيا كلها تتزين احتفالا بهن. إن مكانة الأم لا يعلوها مكانة بين البشر، فلقد جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق الناس بحسن الصحبة.. كما ذكر القرآن الكريم معاناة الأم فى حملها حيث يقول تعالى :» وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير». إن ما يدعيه من يرون أنهم على وعى بصحيح الدين  من أن يوم الأم بدعة   لا يعرفون  أن الأمر ليس مردودا لأن البدعة المردودة  كما قال علماؤنا وأوضحته دار الإفتاء هى ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله، والشرع شهد ببر الأم، والاحتفال بها وتخصيص يوم لذلك هو شكل من أشكال هذ البر  كما أنه لا يوجد فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛  وليس معنى ذلك أن تخصيص يوم للأم هو مقاطعتها طوال العام، وإنما هو فرصة للأبناء كى يظهروا سعادتهم بالأم. أما قضية أن يوم الأم كان تقليدا فى الغرب لغير المسلمين لا يعنى تركه أو بطلانه لأن الخذ به يحقق مقصدا شرعيا أمر به الكتاب والنسة وهو والبر والإحسان للأم، وعليه فالأخذ بهذا التقليد يدعم مطلبا شرعيا أمر به المولى عز وجل فى كتابه الكريم، وحث عليه نبينا الكريم فى سنته الشريفة. إن مكانة  الأم لا يعلوها مكانة بين البشر فهى تحمل بين أضلاعها تلك الرحمة الربانية  التى وضعها الله فى قلبها  فتعطى بلا مقابل، وتدافع بلا خوف عن أبنائها، وتتحمل المعاناة والصعاب كى يهنأ أبناؤها، وتغفر لهم إن قسوا عليها، فليغتنم كل إنسان وجود أمه لأنه بصلتها والإحسان إليها ينال الثواب والفضل الكبير من الله. وكلمة حق.. إن نعمة الأبوين وبالأخص الأم هى رحمة مهداة من الله للبشرية جميعا ينبغى أن نقابلها بالإحسان والبر الذى أمرنا الله بهما للأبوين، فلا نبخل على الأم بأن يكون هناك يوم نحتفى فيه بها، ونحقق فيها معانى المودة والحب لعظم مخلوق جعله الله قلبا كبيرا يحمل بين أضلاعه حب الأبناء والخوف عليهم صغارا وكبارا، حفظ الله كل أم  بين أبنائها، ورحم الله  كل أم تركت أبناءها ورحلت عنهم.