د.ليلى تكلا: لم أرب أبنائى على العيش فى جلبابى.. وأفتخر بالعيش فى جلباب «كريم» لتفوقه على أمه فى رئاسة خارجية البرلمان
«لم نزرع يومًا أنا وزوجى فى أبنائنا العيش فى جلباب أبويهم.. بل القاعدة الأولى فى التربية كانت الاستقلالية وتكوين شخصية مستقلة.. ولهذا لم أتوقع يومًا أن يأتى يوما لأجد فيه ابنى النائب كريم درويش على ذات مقعدى بالبرلمان فى رأسه لجنة العلاقات الخارجية.. ولكن بصدق أقولها اليوم بأنه يشرفنى وأفتخر أن أعيش فى جلباب ابنى كريم .. وأنا أراه يتفوق على أمه فى إدارة خارجية النواب.. وأشفق عليه وعلى جيله فالمرحلة أصعب.. والتحديات أكبر.. ولكنهم محظوظون فى ذات الوقت لأنهم وسط هذه التحديات لهم قائد مثل الرئيس السيسى.. قدوة بمعنى الكلمة فى التضحية فى كل شىء».. بهذه الكلمات بدأت الدكتورة «ليلى تكلا» ذات التاريخ السياسى والحقوقى الحافل بالانجازات على المستوى المحلى والعربى والدولى حديثها لـ«روزاليوسف» عن تجربتها كأم فى صناعة أحد القيادات البرلمانية الهامة. وتستكمل «تكلا» حديثها بالخوض فى ذاكرتها لتستعرض أيام أمومتها مع طفلين هما كريم درويش وشقيقه ماجد الذى تميز هو الآخر فى مجال عمله، وكيف كان التماسك العائلى وزرع الانتماء فى الأسرة الصغيرة أول درس فى ترسيخ مبادئ الانتماء لأسرة الوطن لتعميق الوطنية والعطاء بلا حدود للوطن، وتضيف أن هذا الدرس الأول مهم خاصة وأن الطفل يولد صفحة بيضاء الأم والأسرة قادرون على أن يسجلوا فى هذه الصفحة كل ما هو سيكون راسخًا من مبادئ وقيم وأخلاقيات، لافتة إلى أن الدرس الثانى كان فى ترسيخ مبدأ أن هدفك هو ما تستحق أن تصل إليه وليس ما تطمع أن تصل إليه، وهذا الدرس أفخر بأن أبنائى الاثنين لا يحيدان عنه أبدًا. وتضيف أن أهم دروس الأسرة لصناعة قيادة سياسية كان المتمثل فى مبدأ أن السياسة ليست للمكسب، وإنما هى أن تعطى وتشترى بعطائك سعادة المجتمع لا مصالحك، بينما أدت أن توجه نجلها النائب كريم درويش فى بدايته الى العمل الدبلوماسى بالخارجية كان نتيجة نصيحة من أصدقاء العائلة السيد عمرو موسى والدكتور مصطفى الفقى بعدما لمسوا فيه صفات ومهارات الدبلوماسى، ورغم خوضه الاختبارات بجدارة وعمله لعدة سنوا ت كدبلوماسى إلا أنه قرر أن يترك العمل الدبلوماسى لشعوره بأنه يريد أن يعطى المزيد للعمل السياسى العام، ولم أتدخل فى قراره مثلما لم اتدخل يومًا من قبل فلأن الأم وظيفتها التربية وزرع المبادئ ثم للأبناء تقرير مصيرهم. محطات كثيرة أشعرتنى بالفخر مع ابنى كريم هذا الطفل الذى كان «غاوى كورة» ينام والكرة فى أحضانه ويستيقظ مهللًا من أحلامه «جووون»، وفى اعتقادى أن ساحة السياسة مثل الساحة الرياضية لن يكون هناك ربح إلا بروح العمل كفريق، وما أن يصير «كريم» الصغير صبيًا فأجده أمامى غاوى حكايات التاريخ السياسى التى ترويها جدته وصديقته والدتى التى كانت من أوائل سيدات لجنة السيدات الوفديات مع صفية زغلول، وعندما تشكلت شخصيته أمامى وجدته شخصًا حساسًا جدًا بدون ضعف ..وقوى جدًا بدون قسوة, شاب لديه الكثير من الكبرياء بدون تكبر، يسخر نفسه لخدمة الآخرين بدون تباهى، ولهذا أفخر به دومًا، ووجدتنى أراقبه عن بعد يوم أن جمعتنا الصدفة فى أحد المؤتمرات بالبرازيل وهو دبلوماسى أذهلنى أداءه فى تمثيل بلاده وهو يعمل باستقلالية تامة بعيدًا عنى خلال جلسات العمل، وبمجرد انتهاء الجلسات اجده فى خدمتى كأمه وفى خدمة جميع الوفود المصرية بكل طاقته. وعن أصعب لحظات تجربتهما معا تحدثت «تكلا» قائلة كانت لحظة فقدان والده خاصة ونحن جميعا اعتدنا أن نكون سندًا لبعضنا البعض، وانهت الأم « ليلى تكلا» حديثها بوصية لكل أم وأسرة أن أهم درس فى التربية هو أن تكون الأسرة قدوة، لأن الأبناء لا يفعلون ما تنصحونهم به ..بل يفعلون ما يرونكم تفعلونه.