الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كورونا وعالم السيارات

كورونا وعالم السيارات

يجتاح العالم منذ فترة ليست بالبعيدة بدات بالصين هذه القارة الكبيرة والذى تفشى بها هذا الفيروس اللعين أصاب منهم وحصد منهم الكثير من الابرياء الذى لا ناقة لهم ولا جمل ولكن ولاعتبرات اخرى لا داعى للخوض فيها عند حديثنا عن عالم السيارات وصناعة السيارات وقطغ غيار السيارات والمكونات الاساسية لتجميع السيارات عالميا والتى اصيبت بالشلل التام مما ادى بنا إلى تأخير انتاج السيارات والوفاء بمتطلبات الأسواق العالمية من السوق وأوروبا والولايات المتحده وقد يتساءل المهتمون ولما تأثرت كل هذه الدول بما حدث ويحدث بالصين وهنا تأتى الاجابة بأن الصين هو لاعب أساسى بحركة صناعة السيارات عالميا إن لم يكن اللاعب الاهم وهذا يرجع لأسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر:



- إن سعر العمالة فى الصين بالمقارنة بدول أوروبا وأمريكا وكندا يعتبر لا شىء ولذا سعت كل الدول المتقدمة على فتح مصانعها ومكونات سياراتها فى قارة الصين لاتساعها وكبر حجم أسواقها وعمالتها الجيدة الثمن مما ينعكس ايجابيا على الارباح السنوية لهذه الشركات العالمية الكبيرة. - توافر المواد الخام فى مختلف الصناعات وأهمها صناعة السيارات التى تعتبر بمثابة قاطرة التنمية لدول   كبيرة على مستوى العالم منها أمريكا وأوروبا والصانع الاهم والأكبر عالميا الان ألا وهى اليابان من حيث إنها ممتازة أو جيدة أو رديئة، توافر المعرفة والحرفية والتى تسمى بـInternational Standard   من حيث درجات الجودة المتعارف عليها عالميا والتى وعلى اساسها تحدد قيمة سعر المنتج أو مكون المنتج الرئيسى سيارة أو غيرذلك من منتجات.

- دخول الصين إلى صناعة التكنولوجيا العالمية والتى ازعجت دول العالم المتقدمة وهى ما تعرف بـIT (Information Technology)   أدت إلى حالة هلع عند كبريات الشركات مما دعا كبار رجال الاقتصاد فى أمريكا يخاطب  العقلاء فى أمريكا بأن كل مكونات المنزل اصبحت صينية وان مكونات الحاسبات صينية الصنع  وهنا نتحدث عن أمريكا بعلمائها ومستكشفيها وهم الصفوة على مستوى العالم فما بالنا نحن شعوب تبنى البطون لا تبنى العقول وهنا يجب ان تكون لنا وقفة مع الدولة سوف نعود لهذه النقطة مرة أخرى.

- توافر مساحات شاسعة من الأراضى والمدن الصينية التى انشأتها الدولة على غرار أكتوبر والعاشر من رمضان فى مصر مع الفارق الشاسع والكبير جدا فى معطيات الامور التى تتباين بين مصر والصين لان الصين ارثت معايير كثيرة منها انه عندما تقرر الدولة إنشاء مصنع لتصنيع السيارات فتقوم الدولة بإنشاء مصانع الصناعات المغذية أو ما نعرفه بالمكون المحلى والغالبية العظمى كلها من صناعات محلية صينية بدرجات جودة مختلفة وهذا هو الفارق بين سوق مستهلك كما هو حال مصر ولا يمتثل لمعايير جودة عالمية متكاملة وهى ما تعرف بمفهوم الجودة الشامل أو ما يسمى علميا بـTotal Quality Management 

- توافر ما يعرف بالشباك الواحد والتى يعمل على تسهيل كل المعوقات امام المستثمر المحلى أو المستثمر الاجنبى فى انهاء الامور الورقية سريعا دونما اى تعطيل من موظفين غير مدركين معنى  الاستثمار ومدى انعكاسه الايجابى على المنظومة الاقتصادية للدولة وفقا للمعايير التى أقرتها الدولة وعملت على جذب استثمارات بمليارات الدولارات يكون المردود الايجابى هو أهم نقاطها وأعمدتها والتى توافقت كل الوزارت فى حكومة الصين على إرثاء كل معاييرها بدقة والاهم من ذلك مفهموم طهارة اليد بمعنى إذا تبيين أى تلاعب أو رشوة من أى اتجاه يكون العقاب بمثابة حكم الإعدام مع فرق التشبيه وهنا اعنى ان تكون هناك قوانين رادعة بشدة وقسوة دون اى تخاذل مهما كانت قوة وسمعة المذنب الذى يصل احيانا إلى درجة وكيل وزارة أو وزير وهناك أروع مثل كوريا الشمالية

- اهتمام الدولة بالصف الثانى والذى يأتى دوره دورا محوريا بالمنظومة التى تعتمد على الصف الأول الذى يقوم بالإدارة بمفهومها الحديث والذى يسمى عالميا:Management Style    ومنظومة الادارة لها اربعة اتجاهات ولكل قائد اتجاه سوف نفرد لها مقالة منفردة كى نشرحها كاملة

1 - Autocratic  2 - Bureaucratic  3 - Charismatic  4 - Democratic 

وهما على التوالى ديكتاتور أو بيروقراطى أو شخصية متحولة أو ديموقراطى ولكل طريقته  وتكون منظومة الاتصال مع فريق العمل على النحو التالى :

Communication Styles 

• Driver  2 - Peoples  3 - Ideas  4 – Process

A – Emotional  B – Conservative  C – Influence  D – Passive

  وهنا نتحدث عن ادارة العقول وليست إدارة البطون والتى تختلف كثيرا بين الانسان وما سواه  والتى تتبناها الصين بشكل رائع يعتمد على جلوس القادة بالأمام وجلوس العديد من الصف الثانى  وكل منهم معه أجندة وقلم بنفس الشكل يكتب كل ما يقال وكل مايسمعه بكل دقه وبعد اجتماعاتنا  ينصرفون إلى مكاتبهم ويقومون بتفريغ كل ما سمعوه وتحليل كل نقاطه والعودة إلى الرئيس أو من  ينوب عنه وذلك للسؤال عن امور هم بالطبع يجهلوها وهنا نتحدث عن دور القائد والاحتواء لخلق  جيل جديد بفكر جديد ينهض بالدولة ويحقق رؤية دولة الصين أو ما يسمى  China Vision 2040.

 والتى سوف تتسيد فيه الصين العالم كله شماله وجنوبه شرقه وغربه وهذا ما يزعج أمريكا  كثيرا ويؤرق مضاجعهم كثيرا ونرى ظهور حروب الجيل السادس من البايولوجى وخلافه.

وهنا نصل إلى ما وصل اليه سوق السيارات عالميا ومدى التأثير الواضح نتيجة فيرس كورونا والآثار العالمية التى عطلت خطوط الانتاج لمدة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر سوف يظهر تأثيرها سلبيا على مجريات سوق السيارات عالميا وهنا سمعنا عن إغلاق بعض مصانع للاسماء العالميه الأكثر حجما للمبيعات عالميا لتأثرها الشديد بما حدث ويستمر بالحدوث دون نتيجة ايجابية الى الان الا ما حدث بسيطرة الصين بقوة وحزم على هذا الفيروس لدرجة انه انتهى من عندها بشكل قاطع وهى الآن من تقوم بإرسال بعثات للعلاج وللوقاية فى أوروبا وبعض الدول الافريقية التى لا تستطيع مجابهة مثل هذه تحديات وعلى هذا النسق تسعى الدولة المصرية فى تحد غير مسبوق لكسر جماح هذا الفيروس القاتل بضخ ما يقرب من مائة مليار جنيه لهذه التداعيات واذا تطلب الأمر سوف تضخ أكثر وأكثر لان الدول لا تقوم الا على سواعد ابنائها ولكن أى نوع من الأبناء؟ الأقوياء – الأصحاء – المتعلمين – المثقفين. 

وأخيرا سوف تتجواز الصين هذه المشكلة بسرعة بعد أن تلاشى عندها الفيروس وتعافى الجميع وسوف تعود قاطرة التنمية إلى السير بسرعة كبيرة كى تلاحق ما افسده الدهر سريعا وفى النهاية ندعو ونبتهل إلى الله عز وجل ان يرفع عنا ما نزل بنا انه هو القادر وأتمنى للعالم كله السلامة على الدوام.