الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيمفونية الرئيس.. وجسورالثقة!

سيمفونية الرئيس.. وجسورالثقة!

فى مصر أم الدنيا.. عشنا وتعايشنا زمنًا طويلاً؛ نؤمن بمقولة المثل الشعبى الذى نسمعه على لسان العواجيز : «إمشى سنة.. ولا تعدِّى قنا»! وكان هذا مقبولاً  و»مصر» تحت الاحتلال الإنجليزى والصبر على المفاوضات لحين اقتناص النجاح فى مفاوضات الجلاء ونيل الاستقلال، وكان هذا الطرح وقتئذٍ لتهدئة ثورة الشباب الذى يطمح فى استقلال بلاده ،أو استخدام المثل للإسقاط والتنديد بسلطة جائرة أو جار سوء حتى يرحل أو يذهب إلى حيث تلقى به المقادير.



 ولكن هذا لم يعُد مقبولاً وتجاوز الزمن هذه المقولة المُحبطة؛ خاصة فى ظل السيادة والقيادة الوطنية التى تمتلك شجاعة اتخاذ القرار والمصارحة والمكاشفة وبسط الأوراق ـ بلا مواراة ـ أمام الجموع؛ لاجتياز منحنيات الأزمات والكوارث الطبيعية أو المُختلقة التى تواجه مسيرة الشعوب؛ من أجل بناء جسور الثقة لعبور بحور الأمانى لتحقيق كل الأمنيات المرجوّة.

وفى جلسة حُب حقيقية بين الرئيس السيسى وكتيبة مجلس الوزراء؛ وكأنها «قعدة دوَّارالعمدة» فى أقصى نجوع مصر، وكانت جلسة «العُمدة» كبيرالعائلة التى يستمع فيها إلى مشكلات الرى فى الحقول وانتقاء الحشرات الضارة فى زهرات القطن والاحتياطى الاستراتيجى من مخزون»كيزان الذرة» صانعة رغيف الأطفال والكبار، وجاءت جلسة الرئيس ـ مع اختلاف مشكلات العصر بالطبع ـ لوضع الخطوط العريضة لمواجهة «وباء كورونا» المتربص والمتمترس بين أصابعنا وشوارعنا وقرأنا وجامعاتنا ومدارسنا، وكل ركن فى جنبات الوطن.

جاء الحديث بسيطًا هادئًا سلسًا؛ يبرهن على تفهم القائد لـ «سيكولوجية» الشعب؛ لنجده بعد تتابع عرض المشكلات والقضايا المصيرية التى تواجه  البلاد والعباد؛ ليبدأ فى التصاعد فى لهجة الخطاب وطريقة التخاطب كأنه «المايسترو» الذى يتصاعد بلغة الموسيقى إلى مايسمَّى  ـ فى عالم الأنغام بالـ «كريشندو» ليسيطرعلى أفئدة المستمعين من عامة الشعب فى الحقول والبدو والحضر.

وتعالوا بنا نستعرض سيمفونية الرئيس ومتطلباته فى مجابهة الخطروالقضاء عليه فى حلبة الصراع «بالضربة القاضية العلمية» وليست التواكلية والاتكالية على المفاهيم الخاطئة لبعض المخرِّفين والمحرِّفين أعداء الوطن والدين؛ وهم الشرذمة التى تحاول إسقاط الوطن منذ ثمانين عامًا خلت وحتى اليوم !، وأشار الرئيس إلى أن «هؤلاء» أشد خطرًا وفتكًا من كل جراثيم العالم مجتمعة، وما يجب علينا هو نبذ أفكارهم وتوجهاتهم ومقاصدهم غيرالشريفة، بل يوصى بتوخِّى الحذر مما يبثونه على جدران صفحات التواصل الاجتماعى من شائعات ومعلومات مدسوسة، وهو فى هذا التحذير يعطى دلالة قاطعة على متابعته الدقيقة لكل مايدور من حوارات تصل إلى حد الفكاهة اللاذعة والتهكم فى بعض الأحيان.. فهو ابن الشعب الحقيقى الذى يشعر بنبض الشارع والبيت وأماكن العمل، بل يتفهم فلسفة الشعب المصرى «ابن النكتة» فى مواجهة الأزمات، ولكن الرئيس لايريد أن تصل قناعات الشعب بتلك الفلسفة إلى الإفراط فى جلد الذات؛ لأنها مصر العظيمة القوية دائمًا فى كل العصور؛ ومنذ قديم الزمان وقدرة شعبها الخارقة فى مواجهة ثورة وعربدة وطوفان النهرالعظيم شريان الحياة.

إنها ثقة القائد فى تجليات الشعب المصرى رجالاً ونساءً وكأنهما «حدَّى المقص» فى منظومة الحياة؛ ولا غنى لطرف عن الآخر! فدور»المرأة» لاغنى عنه بالتوازى أو التقاطع ـ بحسب المكان والمكانة ــ ليقوم هذا «المقص» بصنع الثوب اللائق للوطن ومواطنيه؛ فهى صانعة الرجال ومرضعة القيم الوطنية والاخلاقية فى مهدهم؛ وهى من تقوم بتلقين الحروف الأولى لمعانى الشرف والإنسانية التى جُبل عليها هذا الشعب منذ وُجد قبل صياغة دفتر التاريخ.

لقد تحركت الدولة المصرية بكل إمكاناتها المادية: العلمية والبشرية؛ فى الاتجاه الصحيح منذ ظهور بوادرالأزمة فى العالم  ـ غربًا وشرقًا ـ برغم كل تهكمات القلَّة من مثبطى الهمم من جحافل الشر وأذنابهم الذين يعيشون بيننا ويتقاسمون ـ ببجاحة ـ رغيف الخيانة المسموم فيما بينهم، ولكن يقصم ظهورهم ضمير الشعب الذى يخوض المعركة بكل الوعى والحذر من المتربصين بمكتسبات الوطن والمواطن.

إن بناء جسور الثقة لايأتى من فراغ، ومجرد «التمنِّى» ـ بلا عمل جاد ـ لايحقق الأمنيات، والوقوف على قضبان القطار متحصنًا بأوهام الدعاء المستجاب؛ لن يمنع القطار من دهسك مالم تأخذ بالأسباب التى منحها الله لك ولعقلك الواعى بأهمية : كيف تتعامل مع هذا الوعى!

إننا أمام هذه الجهود التى بذلتها ـ وتبذلها ـ الدولة المصرية؛ بكل المجموعات التى تعمل بإخلاص ككتائب الجيش المحارب فى  جبهة قتال شرس؛ لايسعنا إلا الانحناء أمامهم تكريمًا وتوثيقًا يضاف إلى صفحات كتاب التاريخ؛ لإثراء ذاكرة ووجدان الجيل الحالى والأجيال القادمة، ولتظل شعلة الحضارة مرفوعة تتسلمها أيادى الأجيال جيلاً بعد جيل.

ونرفع يد التضرع إلى الله أن يرفع البلاء والوباء عن أوطاننا؛ ويُلهم قادتنا وسياسيينا كل سبل الصواب ، وصدق الشاعر/احمد شوقى حين قال :

بالعلم والأخلاق يبنى الناس مُلْكهمُ

................. لم ُيبن مُلكٌ على جهلٍ وإقلالِ !