الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أطباء مصر

أطباء مصر

فى كل المعارك يتحول المصريون إلى جنود، البعض على خط المواجهة وهم المقاتلون، والبعض على الخطوط الخلفية والداخلية، وهم باقى فئات الشعب، لكن جنود المواجهة ليسوا فقط المقاتلين، لكن من بين صفوفهم الأطباء والمسعفين، الذين لا يقل دورهم فى المعارك الكبرى عن المقاتلين.



فى معركة «كورونا» الكبرى، تقدم الأطباء ومعاونوهم وأطقم الخدمات الطبية الصفوف، واحتلوا الصدارة فى المواجهة، متعرضين لكل أشكال المخاطر، وهى مخاطر على الحياة، تحملوها بكل شجاعة وإقدام، ويبذلون فيها الروح، من أجل علاج الموبوئين.

هم يصلون الليل بالنهار، يساعدون من ابتلاهم الله، وهم أيضا معرضون للابتلاء، يعملون بلا كلل وهم يعلمون جيدا المخاطر المحيطة بهم ولا يتوقفون، يعملون فى ظل ظروف قاسية، وإمكانات تقليدية فى مواجهة ظروف استثنائية، ولم يتوقفون بل بالعكس يزداد يوميا نشاطهم وأداؤهم واختلاطهم بالمرضى، ولم ينحنوا أمام الجائحة حتى الآن.

أطباء مصر الذين أشادت بهم منظمة الصحة العالمية فى تقريرها وقالت عنهم إن «الطاقم الطبى من أطباء وتمريض،  يعملون بتفان شديد لإنقاذ الأرواح، وهم يواجهون عدوا مجهولا»، رغم أن التقرير كان ممكنا أن يتجاهل الأمر، لكن الأداء كان أقوى من تجاهله أو غض الطرف عنه، فجاءت الإشادة من الخارج لما يبذل من مجهود فى الداخل.

 ما يقوم به أطباء مصر وأطقم التمريض والخدمات الطبية، ليس جديدا على أصحاب «البلاطى » البيضاء، فقد كانوا على خط النار فى معارك التحرير الوطنى، وكانوا الجنود فى الأزمات والمُلمات من كوارث طبيعية، ومواجهة الأوبئة، يقدمون يد العون والمساعدة، ويعالجون المحتاجين لإنقاذ حياتهم.

الحاصل أن أطباء مصر يعملون فى ظل ظروف بالغة القسوة، وفى مواجهة وباء اجتاح البلاد وأصاب العباد، بسرعة مذهلة عجزت عن مواجهتها كل قدرات دول العالم المتقدمة، وهم يعملون فى بيئة عمل جميعا نعلم حقيقتها ونعلم قدراتها وإمكاناتها، ورغم ذلك لم يتكاسلوا أو يتهاونوا، فى التعامل بشجاعة وإقدام لحماية أروح المصريين، وعلاج الموبوئين.

الحقيقة أن شجاعة وإقدام ووطنية أطباء مصر، منحتهم ثقة الشعب والرضا عنهم، رغم حالات التوتر والقلق، ودفعت بهم إلى تصدر الواجهة، واحتلال الصفوف الأولى  فى  معركة مواجهة فيروس كورونا، فأصبح أصحاب المعاطف البيضاء محل التقدير.

تقرير منظمة الصحة العالمية أشار أيضا إلى وزارة الصحة التى قال إنها «تعمل بشفافية فى التعامل مع إعلام الرأى العام والجهات المختصة بحجم الإصابات وبطبيعة الوضع فى مصر، وفى التوعية بمستجدات الأوضاع فى ملف وباء كورونا».

الشاهد أننا نعيش ملحمة وطنية، يبذل فيها الجميع الجهد المطلوب، لاحتواء الأزمة وتداعياتها، ونحن نواجه عدوا مجهولا فعلا، لا علاج له ولا أمصال أو لقاحات لمواجهته، وإنما فقط جنود شجعان، مقاتلون أبرار، لا يخشون العدو المجهول، ولا يهابونه أو يتقاعسون فى مواجهته، وهم الأكثر عُرضة للإصابة به.. 

إنهم أطباء مصر أصحاب  «البلاطى » البيضاء.