رشدي أباظة
جنود على جبهة الصحة
الأزمات تولد استجابات، وحتما ستخرج مصر من أزمة الوباء الخبيث بمنحة من المولى عز وجل الذى سينشر السلام على ربوع المحروسة بفيض رحماته على هذا البلد الطيب.
رغم قسوة الأزمة إلا أنها أفرزت استجابة جديدة ساطعة دفعت المصريين إلى الاصطفاف على أرضية الإنسانية المشتركة وليس السياسة المتشرذمة، لطالما حاولت جماعة الإخوان الإرهابية ومن على شاكلتها اختطاف نقابة الأطباء وتحويلها إلى رصيد سياسى في مشروع تنظيمي دون تقديم أي مزايا مهنية للأطباء من أعضاء نقابتهم، الأمر الذي كشفت عنه الأزمة من وجود قصور حاد في احتياجاتهم المادية واللوجيستية، وتحت شعارات تيارات الاستقلال راحت تلك الجماعات تختطف أصوات الأطباء بعيدا عن الدولة، فلما حلت الأزمة هرولت تلك الأصوات إلى دولتها فتصدرت الخطوط الأولى للقتال ضد المرض اللعين.
على قلب رجل واحد وقف أطباء مصر وممرضوها بثيابهم البيضاء يقدمون أرواحهم فى مواجهة الغازى الجديد وخلفوا وراء ظهورهم كل شكوى وكل احتياج وكل مطلب فئوى وأغلقوا على السياسة كل باب ومنفذ وفتحوا قلوبهم على مصراعيها لمصر وللمصريين.
يواصلون الليل بالنهار وفِى الوقت الذي فر فيه المرء وأبوه وأمه وأخوه وصاحبته وبنوه من المرض، فإن أطباء مصر وممرضوها كانوا يبادرون بمهاجمة معاقل هذا الفيروس أينما كانت.
استقبلت الدولة بقيادة رئيسها موقفهم الإنساني النبيل بمسئولية مؤسسية معلنة وأصرت على اقتحام ملف أوضاعهم المادية والمهنية واتخاذ قرارات بدعمها وتحسينها.
بينما تعامل الأطباء مع الأزمة من أعماق إيمانهم الإنساني بقدسية عملهم، فإن الدولة تعاملت مع مهنتهم ومع صحة المصريين باعتبارها أمنا قوميا.
من رحم المحنة ستخلق مصر منحة ستجعل بصر الدولة اليوم حديدا على قطاعاتها المدنية التي جسدت جيشا جسورا مع قواتها المسلحة وشرطتها المدنية.
