السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جماعة الإخوان «الكافرين»

جماعة الإخوان «الكافرين»

وكأن الله عز وجل، فى حاجة لكى يسمع دعاء عبيده، أن يخرج هؤلاء ليهتفون ويهللون فى الشوارع والطرقات، وكأن الله العزيز القدير فى احتياج، لدعاء عبيده جماعيًا عبر مكبرات الصوت، رغم أن الله سبحانه وجلاله، قادر على كل شيء، فهو السميع العليم،  فهو العارف والمُطلع بما فى القلوب، وقديما قال المصريون «ربك رب قلوب« . أى أنه عارف بما فى القلوب فهو يعلم ما فى السرائر ويعلم الغيب .



لذلك كانت مزاعم جماعة الإرهابيين المسماة بـ«الإخوان»، الخروج للشوارع للدعاء إلى الله، والمجاهرة بالدعاء والهتاف، فى الشوارع  ومن الشرفات، هزل لا جد فيه، ونصب لا نقاش فيه، واستخدام للدين بما ليس فيه، بل وتوظيف الدعاء إلى الله فى أغراض سياسية، كما هو حال الجماعة، توظيف كل شيء من أجل مصلحتهم الشخصية .

الحقيقة أكره اتهامات الكفر والتكفير، ولا يجب ذلك حتى ضد الإرهابيين، فالقاعدة واحدة لا تتبدل، وإذا اتهمت غيرك بالكفر مهما كانت أسبابك، فإنك تمنحه الرخصة لاستخدام نفس السلاح فى مواجهتك، وسيبقى الخلاف على الأسباب وليس على الاتهام، والأسباب فى النهاية مجرد وجهات نظر، لكن ما فعلته الجماعة الإرهابية مؤخرا، يُخرجك عن كل القواعد الحاكمة، ويدفعك لأن تتعامل معهم بما يليق بهم، وليس بما يليق بالقواعد .

الحاصل أن الإرهابيين لا يتورعون عن استخدام مصائب الناس لتحقيق مصالحهم، وهم لا يهدفون إلى التقرب لله، أو الدعاء له بأن نستغيث به على ما نواجهه، إنما هو استغلال لاسم الله، وللدعاء له، من أجل تحقيق اختراق أمنى، يحاولون من خلاله تحريض الناس، على أى شىء، وبأى وسيلة، حتى لو تُمثل خطرا على الأمة، المهم مصلحة الجماعة .

هم يتبرأون من الدعوة للتظاهر فى الشارع تحت اسم الدعاء إلى الله، بينما هم أنفسهم الذين طالبوا الناس بالنزول إلى الشوارع والدعاء إلى الله، فى البداية قالوا من الشرفات، ثم انطلقوا للحديث عن الدعاء فى تجمعات، وحين واجههم الناس ومنعهم الأمن لأسباب تتعلق بالصحة العامة ومخاطر الوباء الذى نعيش فيه، لطموا الخدود وبكوا على من أسموهم معتقلين، أو من تم منعهم من الدعاء إلى الله.

يعلم جيدا كل من تبنى هذه الدعوة، أنها فى حقيقتها دعوة لنشر الفيروس، وانتقال العدوى إلى أعداد أكبر من الناس، فالفيروس ينتشر بسهولة شديدة فى التجمعات، وحين انتبه هؤلاء الإرهابيون الى نجاح قرارات الحكومة فى تحقيق التباعد الاجتماعى لتقليل مخاطر انتشار العدوى، لم يجدوا سوى الدعوات الخادعة تحت مسمى للدعاء، على أمل أن يتزايد أعداد الناس فى الشوارع وتعود التجمعات الخطر على الناس مرة أخرى .

نحن نتعامل مع جماعة تتجاوز خطورتها الأبعاد السياسية أو الأمنية إلى إبعاد كراهية الشعب الذى أسقطهم، فيحاولون البحث عن كافة السبل والوسائل لإيقاع الضرر به.

اعتاد المصريون على توصيف الظالم والمُفترى بـ«الكافر«، ويستخدمون هذا التوصيف المكروه مع من عجزوا عن توصيف أفعاله، ومع الجماعة الإرهابية أيضا لا توصيف لأفعالهم سوى بنفس اللفظ «انت كافر يا جدع؟».