الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الممنوع مرغوب

الممنوع مرغوب

استمرارا للحديث الدائر حول فيروس كورونا والذى نتمنى أن تزول تلك المحنة سريعا وعلى خير وأن تعود الأمور الى الحالة الطبيعية التى كان البعض ينزعج منها أو يشكومن بعض الأمور المعتادة فى حياة الإنسان من مشكلات العمل والأسرة والاقتصاد والسياسة والمأكل والملبس والتسلية واعطال السيارة والأجهزة الإلكترونية وسرعة الإنترنت أو الإحساس بالملل نتيجة عدم وجود «جديد» فى الحياة....تلك الأمور التى تلاشت كلها وأصبح الهدف الوحيد أن يبقى الإنسان على قيد الحياة....اختفى الاهتمام باى شىء دون متابعة اخبار الفيروس ومدى انتشاره ومعدلات الإصابة والتعافى والوفاة...تلاشى الاهتمام بما هودون ذلك تماما...نستمع ونشاهد التلفاز وباقى القنوات الإعلامية المختلفة فلا نهتم بأى خبر خارج هذا السياق.



هاتفنى أحد الأصدقاء ضاحكا يشير إلى مجموعة من زملائه فى العمل وجدهم يتحدثون حول اشتياقهم للصلاة فى المسجد والبعض الآخر يتوق الى الجلوس على مقهى بلدى...يعلق صديقى بأن أغلبهم لم يذهبوا الى المساجد إلا لصلاة الجمعة فقط وبصورة متقطعة وان البعض الآخر لم يجلس على قهوة بلدى خلال عمره كله إلا أنه شعر باشتياق ورغبة غريبة لفعل ذلك. تذكرت ايضا حوارا لأحد الآباء فى نقاشه اليومى مع ابنه حيث يشير الى ان  قيامه بتوجيه ابنه الى النوم يجعل الطفل يرفض بل يتحجج بألف حجة ليبقى مستيقظا وأن توجيه الأب لابنه بأن يجلس معه ولا ينام يجعله يخلد الى النوم فى غضون دقائق معدودة.

الأمر اذا طبيعى فالممنوع مرغوب ...بالطبع ليس المطلوب أن يكون كل شىء مباح حتى لايصبح مرغوبا ولكن الأمر يحتاج الى تدخل المثل والقيم والأخلاقيات والضمير الإنسانى ليتم إعادة توجيه السلوك فى معركة مستمرة منذ الميلاد وحتى الوفاة. فى اليوم الأول للحظر بفرنسا سجل رجال الشرطة 4 آلاف غرامة لمخالفة قواعد الحظر...فى مدينة حيدرأباد الهندية تم تسجيل حوالى 50 ألف مخالفة فى الأسبوع الأول أيضا.

فى مصر أصدرت وزارة الداخلية بيانا فى 30 مارس يشير إلى ضبط 1816 شخصا و78 سيارة و51 دراجة بخارية و32 توك توك و83 محلا عاما مخالفا وذلك خلال 24 ساعة.

الإعلان عن المخالفات يقللها وهذا ما يثبت مع الأيام.

تغريدة: قديما قالوا»لوأمر الناس بترك بعرة الإبل لفركوها»