الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 نوستالجيا الإيفوريا

نوستالجيا الإيفوريا

النوستالجيا هى الحنين إلى الماضى وأصل الكلمة يعود إلى اللغة اليونانية لوصف ألم الشوق وهوالألم الذى يعانيه الانسان حنينا الى بيته ورغبة فى العودة إليه وخوفًا من عدم تمكنه من ذلك إلى الأبد.



نستخدم هذا التعبير لوصف الذكريات الجميلة فى الماضى أو لوصف الماضى كله أحيانًا...يعود هذا ببساطة لأن الماضى قد مضى بالفعل فلا توجد فى الماضى مخاطر مستقبلية لأننا ببساطة حاليًا أصبحنا فى مستقبل هذا الماضى.

يرتبط بهذا التعبير تعبير آخر هو«الإيفوريا» وهى حالة ذهنية وعقلية من النشوة والابتهاج والسعادة والإثارة والفرح وهى مناقضة لحالات الانزعاج وعدم الارتياح.

الإيفوريا تحدث نتيجة مؤثرات متعددة تختلف من شخص إلى آخر...ربما أفضل حالات الإيفوريا تكون تلك المرتبطة بذكريات جميلة فى الماضى «نوستالجيا».

إذا تكلمت مع الأصدقاء ستكتشف أن لكل منا حالات للإيفوريا فى الماضى ربما تتطابق وربما يكون لكل منا لحظاته الخاصة جدا.

لأطفال جيل السبعينيات لحظات شديدة البساطة والبهجة منها على سبيل المثال عند سماع موسيقى برامج الأطفال المفضلة أو عند تنأول المياه الغازية المحببة أو عند تنأول قطعة من الحلوى أو الشيكولاتة.

لحظة الحصول على لعبة جديدة وأثناء إخراجها من الصندوق أو وضع البطاريات بها تمهيدًا لتشغيلها...ربما تكون لحظات الإيفوريا لطفل آخر هى الحصول على رغيف ممتلئ بالبيض المسلوق وتكون بالنسبة لطفل آخر عند الحصول على كرة قدم جديدة أو ملابس العيد. ربما تجد أحدًا من كبار السن يبتسم ويسرح ببصره وتلمع عيناه عند الاستماع الى إحدى أغانى الموسيقار محمد عبدالوهاب فتعيده الى ذكريات الطفولة أو الصبا.

لا أريد أن أقحم شبكات التواصل الاجتماعى فى كل شىء ولكن هل نشعر معها بمشاعر النوستالجيا والإيفوريا؟ لا توجد لدى إجابة ولكن أعتقد أن الأجيال الحالية التى عاشت داخل هذا الفضاء الالكترونى أكثر مما عاشت فى الواقع المادى سيكون لها نوستالجيا خاصة وإيفوريا مختلفة ربما لن يفهمها الأجيال السابقة ولكن قطعًا لن تكون بنفس درجة روعة النوستالجيا الى زمن البراءة ورائحة البحر أو المطر أو صوت أفراد الأسرة أو حتى الجيران والباعة الجائلين أو صوت الضحكات الصافية من القلوب النقية... أو التى تصورنا أنها كذلك.