الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كورونا 11 سبتمبر

كورونا 11 سبتمبر

نتعرض هذه الأيام إلى عبارة يكررها الاعلاميون وضيوف البرامج الحوارية والخبراء والمتخصصون كما يكررها غير المتخصصين وجمهور شبكات التواصل الاجتماعى وهى عبارة غير مرتبطة بدولة معينة او منطقة معينة من مناطق العالم فهى موجودة على كل القنوات وبكل اللغات.... العبارة ببساطة تشير إلى ان العالم بعد كورونا لن يعود كما كان قبلها.



هذه العبارة البسيطة المعقدة والغامضة أيضا تعيد إلى الاذهان عبارات مشابهة بدأت فى الظهور بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 وتفجير برج التجارة العالمي.... والمتابع للأحداث المتسارعة بعد هذا الهجوم الكبير يستطيع بسهولة ان يرصد ما تم من إعادة لترتيب قوائم الدول الحليفة والدول الإرهابية التى لا تتفق مع النظام العالمى ككل....ارتبط بهذا أيضا الحملة والغزو للعراق وأفغانستان وتعاظم الحديث عن طالبان و تنظيم القاعدة... ارتبط بهذا أيضا العديد من إجراءات التأمين فى المطارات والموانئ المختلفة مع زيادة حجم المخصصات المالية لبرامج تتبع الإرهابيين وقواعد منح تأشيرات السفر وتصاريح العمل وامتد إلى العلاقات التجارية بين البلدان المختلفة مع فرض قيود على بعض الدول وإعادة النظر فى اتفاقيات التسليح وحظر انتشار الأنشطة النووية مع زيادة الانفصال بين الشمال والجنوب والحذر الشديد فى التفاعل على مستوى الشعوب والحكومات أيضا.

تكرار نفس العبارة اليوم بعد حضور ازمة كورونا بقوة على السطح ربما سيستدعى أيضا إعادة ترتيب أولويات الدول فى التعاملات الاقتصادية فيما بينها ومنها أيضا توزيع او إعادة توزيع أفرع الشركات متعددة الجنسيات العابرة للقارات.... تسارع شديد فى التحول الرقمى وزيادة الاعتمادية على تقنيات الذكاء الاصطناعى وأيضا تغيير أنماط العمل والتعلم والعلاج لإفساح المزيد من المساحة للعوالم الافتراضية على حساب العالم المادى الذى عاش فيه الانسان منذ وجوده على الأرض وحتى وقت قريب.

قواعد وخطط إدارة الازمات والكوارث وتعديل تلك الخطط على كل المستويات والتى لن تخلوا من توقع لأوبئة جديدة مع وضع سيناريوهات متعددة المستويات طبقا لنوع وخصائص الفيروسات وأساليب انتقالها أيضا.

حركة التجارة والكشف الصحى على المنتجات وحركة المسافرين ستتغير أيضا... ما بعد كورونا سيكون فرصة لكثير من البلدان والشركات كما سيكون ازمة وخسارة للكثيرين أيضا.... وكلما كانت عملية التشريح والتوقع لشكل المستقبل وأيضا المرونة للتعامل مع المستجدات العالمية ... كلما كانت أسرع كلما أصبح لدينا فرصة لشغل مساحة كبيرة فى هذا المستقبل الجديد القريب جدا أيضا.