الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السيسى والضربة القاصمة!

السيسى والضربة القاصمة!

شكرًا للشدائد!!



  هكذا قال «الإمام الشافعي»؛ صاحب المذهب الوسطى والمقام الرفيع بين الأئمة والمجتهدين؛ فهو الذى أنشد هذه الأبيات التى صارت بمثابة «الحكمة» فى زمن قاربنا فيه أن نفتقد الحكمة والحكماء.. إذ يقول : 

  جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ ** وَإنْ كانت تُغصّـــصُنِى بِرِيقِي

وَمَا شُكْرِى لهَا حمْدًا وَلَكِن ** عرفتُ بها عدوّى من صديقى.

 ففى وقت الشدائد يظهر المعدن الحقيقى لروح وقلب الإنسان رجلًا كان أو امرأة، فالإنسان هو الإنسان.. مهما اختلف فى الجنس أو اللون أو العقيدة، والشدائد فرصة يمنحها الله للبشر لالتقاط الأنفاس اللاهثة فى سباق الحياة المحموم؛ وهُدنة ولو مؤقتة لتهدئة إيقاع الصراع والتزاحم بالأكتاف على اقتناص مظهريات الحياة فى المسكن والمأكل والملبس والمال والعِزوة والمنصب والجاه والسلطة والنفوذ، حتى يصطدم بحائط الشدائد الصلب.. سواء بالمرض أو الفقر أو الظلم أو مواجهة الوطن لكارثة من كوارث غضب الطبيعة أو الأوبئة والميكروبات التى لم تخل حقبة من الأحقاب من مواجهتها منذ طوفان نوح؛ برغم أن الطوفان ـ وقتئذٍ ـ كان لحكمة ربانية لإعادة صياغة حياة البشرية من جديد!

ورب ضارة نافعة لاستبيان موضع أقدامنا على درب الحياة الآن فى واقعنا المعاصر فى مصر؛ وكيف نقف وقفة حازمة لنتدبر أمورنا فى مواجهة بعض الخونة والشامتين المتربصين بنا وبمكتسبات الوطن؛ فلا نجد سوى قول الله عز وجل: «إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ  خير الماكرين» (سورة الأنفال‏ :‏ 30‏). وها نحن نرى تمرد المتمردين ومكر الماكرين من جماعات الشر وخوارج العصر ـ وكل عصر ـ المتربصين بمقدرات الوطن؛ ولا يستنكفون اتخاذ مواقف الخصومة والعداء ـ لا عن شجاعة.. ولكن عن خسَّة وندالة هى سمة تحركاتهم وسلوكياتهم طوال تاريخهم المشبوه ــ وبخاصة وقت مواجهة الوطن للحروب والأزمات الاقتصادية والأوبئة والكوارث، وصدق من أطلق عليهم لقب «الخراف» التى تمشى تحت ظل «القطيع» بتوجيهات سادتهم الهاربين خارج حدود الوطن. ولكن.. تجيء الضربة التى تقصم ظهور قطعان الخراف؛ الذين أدمنوا الالتفاف حول «حزمة البرسيم» التى يلقيها محركوهم إلى «زرائبهم» مقابل الخيانة ونكران الجميل، لتتخذ القيادة الوطنية المواقف الشجاعة بإصدار «حزمة إجراءات» إيجابية لصالح المواطن المصري؛ لتقى الوطن من كل الشرور والأخطار، وليكون الرد دليلًا واضحًا لكل المتابعين للقيادة السياسية  فى نجاح إدارة الأزمات بكل الحكمة؛ والرد العملى لسد حلقوم الخرفان الذى يعكس مقولة المولى عز وجل فى كتابه العظيم بأنه: «...وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ...» ( فاطر 43)، لترتد كرة النار إلى صدور كل من حمل الغل والحقد فى قلبه، ولتكون حزمة القرارات والقوانين الفورية من أجل تحسين الظروف المعيشية لكل البشرعلى أرض مصر، علاوة على اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة «الوباء» بفرض حظر التجول وإغلاق أماكن التجمعات حفاظًا على صحة المواطن، وشل حركة الخفافيش التى يستهويها الظلام فتعمل على الخراب واتساع  نطاق الخرائب! 

ولست فى سبيلى لإعادة الحديث فى تفاصيل هذه الإجراءات والقرارات؛ لأن المواطن المصرى الواعى حفظها عن ظهر قلب لأنها تلامست مع صميم وجدانه واستيفائها متطلباته الحياتية الضرورية برغم الظروف الاقتصادية  الطاحنة؛ فكان من الطبيعى الامتثال لبقية البنود الاحترازية؛ متحملًا أو محتملًا التضحية المادية الجسيمة خاصة لبعض أصحاب المحال التجارية والمقاهى والكافيتريات لأنهم أصحاب الرزق «يوم بيوم»؛ ولكنهم تقبلوا هذه التضحيات لإغلاق الباب أمام عصابات االمتنمِّرين الذين ينتظرون انهيار المنظومة من جذورها..  ولكن هيهات!

إننا بكل المشاعر الوطنية الحقيقية؛ تتوجه بالشكر وعظيم الامتنان؛ إلى القائد الرئيس عبد الفتاح السيسى وتوجيهاته الفورية؛ وإلى كتيبة مجلس الوزراء برئاسة رجل المهام الصعبة  د. مصطفى مدبولي؛ التى أدارت دفة الأزمة بحكمة علمية واقتدار أشاد به القاصى والدانى فى أنحاء العالم شرقه وغربه.

إنها  ـ بحق ـ مصر المحروسة بقلوب وعقول ابنائها الشرفاء ؛ الذين يحملون حياتهم على أكفِّهم وسط الأخطار فى مدن وقرى ونجوع خريطة الوطن، فيصير الكل فى واحد قيادة وشعبًا وجيشًا وشرطة؛ يتقدمهم العلماء فى مجالات الحياة كافة؛ لأنه بغير العلم لن تُبحر بالإنسان سفينة  الحياة إلى بر الأمان. * أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعى بأكاديمية الفنون