الثلاثاء 8 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لن أعيش فى جلباب أبى! ‏

لن أعيش فى جلباب أبى! ‏

الجحود اقسى صفة تلتصق بإنسان «سوى» وتتحكم فى علاقته بأولاده، ‏حلم أى اب «سوى»  يرى أولاده وبناته يكبرون ويحققون أحلامهم، أن ‏يفخروا به ويجلونه، أن يترحموا عليه ويتذكروه بالدعاء حينما يأتى ‏الأجل، ذلك هو الأب السوى الطبيعى، أما الأب «الإخوانى» فله رأى ‏آخر.‏ ما سمعته من لجين ابنه الإخوانى محمد شومان، ومن زوجته السابقة والدة ‏ابنه الذى خضع للتحقيق بسبب والده الهارب، ومتاجرة شومان بهم من ‏تركيا يقول إننا أمام أب قرر ذبح أولاده بسكين التنظيم، وأبناء يتألمون ‏بسبب جحود آباهم وقرروا التبرؤ منه والتخلص من عار جرائمه .‏



مشهد صعب ومؤلم تتجسد فيه أبشع جرائم جماعة الاخوان فى حق أسرة ‏بسيطة تقطعت أوصالها بعد إصابة الأب بفيروس الجماعة، وقرر ‏التضحية بأبنائه على مذبح حلم الخلافة المزعوم، باع أسرته ووطنه بثمن ‏بخس ورمى بنفسه تحت أقدام تنظيم قاتل يضمر لأسرته ووطنه كل الشر.‏

هرب شومان من مصر عام 2015 ليلتحق بالتنظيم الإرهابى فى تركيا، ‏ترك وراءه زوجتين سابقتين وثلاثة أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة، لم ‏يفكر كثيرا فى مصير بناته أو ابنه، فهم خارج حساباته منذ انحسرت عنه ‏أضواء الشهرة بعدما ركدت موهبته الكوميدية، أقنع نفسه أن فشله الفنى ‏يمكن تعويضه بالسياسة، استغلت الجماعة تأرجحه وقررت تجنيده ‏لاستغلال شهرته السابقة لصناعة عنصر جذب وتأثير، فرصة للمتاجرة ‏بأنها ليست ضد أهل الفن، لكن من قال إنه كان من أهل الفن.‏ زوجته الأولى وأم ابنه قالت خلال مداخلة تليفزيونية وقوعه تحت تأثير ‏الأفكار التكفيرية، حتى انه فكر فى الانضمام الى تنظيم القاعدة، حتى ‏وصل الى الإخوان وهرب معهم الى تركيا وانساق وراءهم فى رحلة الخيانة‏، موظفا معرفته بالتمثيل فى اعمال فنية تافهة تخدم الجماعة وتشوه مصر‏‏.‏

لم يتحمل الابناء ما يصنعه الأب، تتحدث ابنته عن ملاحقة عيون ‏تتهمها بجناية الأب، خرجت لتصرخ عبر الفيديو بعدما قرر أن يتاجر ‏بهم من مهربه فى تركيا لتقول الحقيقة، إنه ليس الأب السوى الذى ‏يحاول تجسيد دوره، وإنه ليس اباً من الأساس .‏

قالت لجين ما كانت تحتفظ به فى قلبها منذ هروب والدها، وأن خوفه ‏المصطنع عليهم ما هو إلا جزء من تمثيلية جديدة ومظلومية تعلم قواعدها ‏داخل الجماعة، قررت «الابنة» المتألمة كتابة نهايتها قبل البداية، نحن ‏لسنا سلعة لتتاجر بها، حتى اسمك الذى يسبق اسمى لا أريده، اسعى ‏للتخلص مما جنيته على بأفعالك.‏

جناية شومان فى أسرته تكررت بتفاصيلها داخل غالبية أسر الهاربين، ‏زوجات وأبناء مجنى عليهم يدفعون الثمن مرتين، أب غائب، وسمعة ‏عائلة تلوثها خيانته، بينما الهاربون يتاجرون بلا رحمة بآلامهم وينتظرون ‏بلا ندم المقابل، قسوة قلب وجحود لن تراها إلا فى الإخوانى.