
محمود بسيونى
لن أعيش فى جلباب أبى!
الجحود اقسى صفة تلتصق بإنسان «سوى» وتتحكم فى علاقته بأولاده، حلم أى اب «سوى» يرى أولاده وبناته يكبرون ويحققون أحلامهم، أن يفخروا به ويجلونه، أن يترحموا عليه ويتذكروه بالدعاء حينما يأتى الأجل، ذلك هو الأب السوى الطبيعى، أما الأب «الإخوانى» فله رأى آخر. ما سمعته من لجين ابنه الإخوانى محمد شومان، ومن زوجته السابقة والدة ابنه الذى خضع للتحقيق بسبب والده الهارب، ومتاجرة شومان بهم من تركيا يقول إننا أمام أب قرر ذبح أولاده بسكين التنظيم، وأبناء يتألمون بسبب جحود آباهم وقرروا التبرؤ منه والتخلص من عار جرائمه .
مشهد صعب ومؤلم تتجسد فيه أبشع جرائم جماعة الاخوان فى حق أسرة بسيطة تقطعت أوصالها بعد إصابة الأب بفيروس الجماعة، وقرر التضحية بأبنائه على مذبح حلم الخلافة المزعوم، باع أسرته ووطنه بثمن بخس ورمى بنفسه تحت أقدام تنظيم قاتل يضمر لأسرته ووطنه كل الشر.
هرب شومان من مصر عام 2015 ليلتحق بالتنظيم الإرهابى فى تركيا، ترك وراءه زوجتين سابقتين وثلاثة أولاد فى مراحل تعليمية مختلفة، لم يفكر كثيرا فى مصير بناته أو ابنه، فهم خارج حساباته منذ انحسرت عنه أضواء الشهرة بعدما ركدت موهبته الكوميدية، أقنع نفسه أن فشله الفنى يمكن تعويضه بالسياسة، استغلت الجماعة تأرجحه وقررت تجنيده لاستغلال شهرته السابقة لصناعة عنصر جذب وتأثير، فرصة للمتاجرة بأنها ليست ضد أهل الفن، لكن من قال إنه كان من أهل الفن. زوجته الأولى وأم ابنه قالت خلال مداخلة تليفزيونية وقوعه تحت تأثير الأفكار التكفيرية، حتى انه فكر فى الانضمام الى تنظيم القاعدة، حتى وصل الى الإخوان وهرب معهم الى تركيا وانساق وراءهم فى رحلة الخيانة، موظفا معرفته بالتمثيل فى اعمال فنية تافهة تخدم الجماعة وتشوه مصر.
لم يتحمل الابناء ما يصنعه الأب، تتحدث ابنته عن ملاحقة عيون تتهمها بجناية الأب، خرجت لتصرخ عبر الفيديو بعدما قرر أن يتاجر بهم من مهربه فى تركيا لتقول الحقيقة، إنه ليس الأب السوى الذى يحاول تجسيد دوره، وإنه ليس اباً من الأساس .
قالت لجين ما كانت تحتفظ به فى قلبها منذ هروب والدها، وأن خوفه المصطنع عليهم ما هو إلا جزء من تمثيلية جديدة ومظلومية تعلم قواعدها داخل الجماعة، قررت «الابنة» المتألمة كتابة نهايتها قبل البداية، نحن لسنا سلعة لتتاجر بها، حتى اسمك الذى يسبق اسمى لا أريده، اسعى للتخلص مما جنيته على بأفعالك.
جناية شومان فى أسرته تكررت بتفاصيلها داخل غالبية أسر الهاربين، زوجات وأبناء مجنى عليهم يدفعون الثمن مرتين، أب غائب، وسمعة عائلة تلوثها خيانته، بينما الهاربون يتاجرون بلا رحمة بآلامهم وينتظرون بلا ندم المقابل، قسوة قلب وجحود لن تراها إلا فى الإخوانى.