الأمور البسيطة
يقول الأديب البرازيلى الشهير بأولو كويلو: «الأمور البسيطة هى أكثر الأمور روعة ولكن الحكيم فقط هومن يمكنه رؤية ذلك».
ربما توارت تلك المتع البسيطة أمام عالم اليوم الكثير التعقيد المتسارع فى الاحداث والصراعات ...إلا أن أزمة فيروس كورونا أعادت البشرية الى تلك المفاهيم ورسخت فيه تلك القيم بصورة غير مسبوقة... عدنا إلى ترتيب الأولويات فتأتى أولوية الحفاظ على الحياة والصحة والاحتياجات الأساسية البسيطة -قاعدة هرم مثلث ماسلو- ثم لا نعير أى شيء اخر أى اهتمام.. انعكس ذلك بشدة على الكثير من الأعمال غير المرتبطة بصورة مباشرة أوغير مباشرة بتلبية تلك الاحتياجات فتوارت مجالات التسلية والترفيه والسياحة والموضة والأزياء ومبيعات أدوات الزينة والسيارات وكافة البنود التى لا تخدم الهدف الرئيسى الحالى.
بالطبع ليس المطلوب أن نترك تلك المجالات تماما حتى بعد انتهاء الأزمة ولكن المطلوب هوإعادة ترتيب الأولويات.. إلا نعطى أحد المجالات ترتيب واهتمام أكثر مما يستحق.. فى الماضى كنا نفعل ذلك فتجد على سبيل المثال من يسرف فى التسلية والترفيه ويأتى ذلك على حساب الانتظام فى الدراسة أو العمل ثم تكون العواقب وخيمة وتكون عادة بعد فوات الأوان.
أثبتت تلك الأزمة أيضا أن العالم كله كتلة واحدة مهما ظهر أنه منقسم، لا فرق بين الدول أو الأفراد مع اختلاف المناصب والثروات.
الأشياء البسيطة هى الأكثر روعة اما الأشياء المعقدة فإن بدت رائعة إلا أن لها تأثير المخدرات تفقد تأثيرها بعد فترة من الزمن وتحتاج الى زيادة الجرعة أو التحول إلى نوع اخر للحصول على نفس درجة المتعة.
وعليه فلابد لمن يرغب فى السلام النفسى والقوة ان يعرف كيف يبحث عن الأشياء البسيطة ويستمتع بها وإلا يغتر أو يفتن بالأشياء الكبيرة والمعقدة.
عليه ان يعرف كيف يستمتع بنسمة هواء عليل أو شعاع شمس دافئ أو كوب ماء بارد أو صوت عصفور يغرد خلف الشباك، أن يعرف كيف ينشر الصفاء والطمأنينة والسعادة على كل من حوله حتى وإن لم يشعر هو نفسه بها، لايجب ان يتحول الإنسان إلى كائن أنانى يحتفظ بالسعادة لنفسه ويلقى بفضلات عقله وروحه على رؤوس الآخرين.
