الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أديب الحسينى: أمين مفتاح كنيسة القيامة لـ«روزاليوسف »: السمـاء تبكـى بسبب غلق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة

أكد أديب جودة الحسينى أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم قبر السيد المسيح بالأراضى المقدسة بالقدس أن مشهد إغلاق الكنيسة مؤثر ومؤلم للغاية وخاصة هذه الأيام التى تشهد ذكرى أسبوع الآلام وأعياد الفصح.  



وقال فى حوار خاص لـ»روزاليوسف» إنه فى ظل غزو مرض الكوررنا لمدينة القدس، مدينة السلام ومدينة الأنبياء بدأت فى الأيام الأولى من تفشى الفيروس تصدر الشائعات عن إغلاق أبواب الكنيسة  لكننى كنت دائمًا أكذب هذا الأمر، ولكن بدأت أحوال المدينة المقدسة تسوء، فتم إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك وذلك حفاظًا على أرواح من يتوافدون على المسجد لإقامة صلواتهم، بدأت الأحوال تسوء شيئًا فشيئًا فى مدينة القدس حتى انعدمت السياحة كليًا، وأصبحت كنيسة القيامة خالية تمامًا من الزوار والوافدين.

وأضاف «جودة»: «أصبحت الكنيسة حزينة وأصبحت أنا حزينًا، نعم كيف يخيم هذا الصمت على الكنيسة المقدسة ونحن على أبواب عيد الفصح المجيد حيث تعودنا أن نرى عشرات الآلاف من الححاج يتوافدون على الكنيسة للاحتفال بعيد الفصح المجيد، وفى لحظة مصيرية أصبحت الكنيسة وساحتها الواسعة خالية تمامًا من الحجاج».  

وقال: «بعد إغلاق المسجد الأقصى المبارك، وبعد بدء انتشار الوباء فى القدس، تلقيت الأمر من رؤساء الكنائس بإغلاق أبواب كنيسة القيامة وذلك حفاظًا على الكهنة المقيمين داخل الكنيسة، وحفاظًا أيضًا على الأرواح البشرية، وفعلًا أغلقنا الباب المقدس، وأصبحت كنيسة القيامة يتيمة حزينة، أبوابها مغلقة، وأصبحت بعض صلوات القداديس تقام فى ساحة كنيسة القيامة، وطبعًا خلف الباب المقدس هناك رهبان يقيمون الصلوات الاعتيادية ويتضرعون إلى الله العلى القدير بأن يزيل هذه الغُمة ويرفع البلاء والوباء عن الأمة جمعاء». 

وعن مشاعره بإغلاق الكنيسة التى كان يعتاد على فتحها، قال أديب الحسينى: «نعم أغلقت الأبواب، ويا لهول المنظر، فى كل صباح وقبل غزو هذا الوباء لمدينة القدس كنت أتوجه فى كل صباح لأفتح أبواب الكنيسة، أفتحها بفرح لا أستطيع وصفه، فهى بالنسبة لى فتحتة جديدة ليوم مقدس جديد  وفرحى يكمل عندما أرى المؤمنين الذين ينتظرون قدومى بفارغ الصبر والذين ينتطرون خارج الأبواب لفتح أبواب الكنيسة المقدسة. 

وأضاف: «اليوم الكنيسة تعيش أجواء حزينة، ونحن نعيش معها أيضًا هذه الأجواء، منذ إغلاق أبواب الكنيسة ونحن نصلى ونتضرع إلى الله عز وجل أن يغير هذا الحال بأحسن حال، وأن تفتح أبواب المساجد والكنائس أمام الوافدين والمؤمنين، نحن اليوم على موعد مع عيد الفصح المجيد أجواء حزينة، حتى السماء فى يوم الجمعة العظيمة وسبت النور لم تكف على تساقط الأمطار ، حتى السماء تبكى على حالنا، إنه فعلًا لمنظر مؤثر، من ناحيتى لم أعد أتحمل أن أرى بيتى الثانى أبوابه مغلقة، كل يوم آتى إلى باحة الكنيسة على أمل أن أتلقى الأمر بفتح أبوابها لتعود الحياة لى وللكنيسة المقدسة، أنظر إلى السماء محدثًا الله عز وجل فى خشوع هل سيطول الانتظار أيها الرحمن ؟!» 

وأكد أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس أديب جودة: «إن إسرائيل تشهد حالة من الفزع والخوف من انتشار فيروس كورونا، فالطرقات شبه خالية، والمواطنون أصبحوا يفضلون المكوث فى المنازل».  

وعن سؤاله حول متى أغلقت كنيسة القيامة على مر التاريخ .. رد أديب بقوله: «منذ انتشار الوباء وإغلاق أبواب الكنيسة، ذهبت إلى مكتبتى متصفحًا أوراق الأجداد والآباء، ويا لهول المفاجأة عندما كتب أحد الأجداد  بأن سنة ١٣٤٩ غزى مرض الطاعون والذى كان يسمى فى ذلك الوقت (الموت الأسود)  مدينة القدس بشراسة وتوفى الآلاف من المقدسيين فى ذاك الحين وحينها أغلقت أبواب الكنيسة لعدة شهور خوفًا على أرواح البشرية .. نعم إنها المرة الثانية التى تغلق الكنيسة أبوابها المقدسة بسبب تفشى المرض، لكنها المرة الأولى والتى تغلق أبوابها فى عيد الفصح المجيد، وكما قال الشاعر  «عيد بأى حال عدت يا عيد». 

وعن ذكرياته مع كنيسة القيامة قال أديب جودة: «أحمل الكثير من الذكريات من خلال مهمتى لأمانة مفتاح كنيسة القيامة كما أننى أفتخر بهذه الذكريات فهى ذكريات الماضى الجميل من البقعة المقدسة، وأملك ما يزيد على 165 فرمانًا سلطانيًا صادراً عن سلاطين الخلافة الإسلامية المتتابعين، وحجج من مجالس الشرع فى القدس تقضى بتعيين أفراد من عائلتى فى وظائف شرفية رفيعة، كما أشادت هذه الفرمانات فى نسب العائلة المبارك الشريف وهذه الوثائق القيمة بحالة جيدة من الحفظ وآلت إلىَّ إرثًا عن الأجداد».

ويصف جودة شكل مفتاح كنيسة القيامة الأثرى قائلاً: «إنه عبارة عن قطعة معدنية من الحديد الصلب طوله ٣٠ سم ووزنه ٢٥٠ جرامًا، وعن تاريخه يقول السيد أديب: “استلمت عائلتى المقدسية من القائد صلاح الدين الأيوبى مفتاحين لقفلين متواجدين على البوابة الرئيسية، واحد من هذه المفاتيح كسر قبل حوالى ٥٠٠ سنة وهو حالياً بحوزتى احتفظ به، أما اليوم فالمفتاح الآخر هو المستخدم فى فتح بوابة كنيسة القيامة المقدسة».

ومن ضمن مهامه داخل الأراضى المقدسة أشار إلى أنه من ضمن مهامه الحرص والإشراف على برنامج ساعات الفتح والإغلاق لكنيسة القيامة حيث يتم فتح الكنيسة فى الساعة الرابعة صباحًا ويتم إغلاقها فى الساعة الثامنة والنصف مساءً، كما يقوم بمهمة استقبال كبار الزوار الوافدين إلى كنيسة القيامة إلى جانب كبار رجال الدين المستقبلين لهذه الشخصيات.