الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«عبداللطيف المناوى» يعظ!

«عبداللطيف المناوى» يعظ!

بصوته الرخيم، وهدوئه المصطنع، مدفوعا من ولى نعمته ومالك جريدته يمسك «عبداللطيف المناوى «-رئيس تحرير المصرى اليوم- هاتفه المحمول ويقرر إجراء المداخلة  مع الإعلامى القدير «عمرو أديب» محاولًا تبرير وتفنيد مانشر بجريدته فى ذلك  العمود المسموم المسمى  «نيوتن» الذى جاء تحت عنوان «استحداث وظيفة» والذى تضمن الدعوة الصريحة لانفصال سيناء .



مهزوما مكسور الوجدان يستجدى المناوى الكلمات إلى لسانه بينما يجاوره ويهمس فى أذنيه ويلقنه «عبدالناصر سلامة» المعين إخوانيا لرئاسة تحرير الأهرام خلال حكم التنظيم الإرهابى الهالك.

فى المداخلة يكشف «المناوي» عن قدرته على الاحتفاظ بإجادة اللغة العربية واللهجة المصرية برغم وطأة جواز سفره الإنجليزى، واليوم يعيش آمنا مطمئنا فى قلب القاهرة عاصمة الضياء الساطع بينما يعجز جواز سفره الإنجليزى عن ربطه بعاصمة الضباب فى لندن مستقر التنظيم الدولى، بعدما استبد بها الوباء واستوحشت فيها الإقامة رفع الله عن شعبها وباقى شعوب الأرض تلك الغمة، لكن مصر تطعمه من جوع وتأمنه من خوف.

فى حديثه أثناء المداخلة وجه المحترف عمرو أديب رسائل محددة نعرضها فيما يلى:

- إن ما ينشره نيوتن لا يُجاز إلا بتوقيع صلاح دياب، ليهدم أسطورة الصحافة المستقلة وليؤكد أن سلطة رئيس تحرير المصرى اليوم منقوصة السيادة على ماينشر فى جريدة تحمل اسمه.

- أكد أديب أن ردود الفعل كانت غاضبة وعنيفة ليعرب عن قناعته بأن مانشر قد مس السيادة الوطنية.  - أقر بأن ما طرحه نيوتن هى فكرة تستنسخ النموذج الأمريكى الفيدرالى فى شكل الدولة.

- إن المناوى لا يملك أى سلطة فى مواجهة نيوتن عندما قال: «متقدرش ترفده» أعقبتها ضحكة رنانة. - أضاف أن المتهم الرئيس هو صلاح دياب، فأكد أن مانشر هو محل اتهامات .

- وصف ما نشر بأنه يتضمن دعوة لفصل سيناء عن الجسم المصري.

بينما حمل المناوى رسائل دياب التالية:

- محاولة تحويل القضية إلى خلاف على الصياغة حول لفظ «الحاكم» الذى ربما لم يكن مناسبا وفق ما قال المناوى، بينما الحقيقة تقول إن القضية هى رفض محاولات إخراج سيناء من قدسية حرم الأمن القومى المصرى إلى مساحات التنابذ الصحفى على صفحات المصرى اليوم .

- استرسل المناوى فى الشرح بصيغة دفاعية واضحة وانسحابية مترددة ليؤكد ان ما انتهكته الجريدة قد أحدث لبسا شديدا فى ثوابت الأمن القومى المصرى.

- اضطر للاحتماء الصورى بالدستور المصرى من خلال الاشارة إلى مصطلح اللامركزية الوارد به ، وهى محاولة تدليس لأنه يعلم أن الانفصال عن جسد الدولة يختلف عن اللامركزية بداخلها كأحد أدوات الادارة .

- عاد إلى الوراء وذكر الراحل العظيم  عبدالله كمال بالاسم ليثبت أن نظرية وجود رجل الدولة - وهكذا كان الراحل- كفيلة بضبط الإيقاعات ، فلما غاب كمال غاب صوت الدولة عن نيوتن .

- أقر بحالة توتر أصابت جريدته ومالكها من جراء صحوة الدولة المصرية وصحافتها القومية لثوابت الأمن القومى .

- فى لحظة أخيرة عاد إلى ذاته وتخلى عن حديثه بالنيابة عن دياب ، وتحدث بالأصالة عن نفسه لحفظ ماء وجهه الصحفى فقال وكرر: «أعلم ما يكتب ومن يكتب وماذا يكتب»، لكنه لم يستطع الحديث عن سلطته التحريرية على كل ذلك .

لقد كان المناوى صادقا فيما كلف بعرضه وفيما عرضه باختياره لكن نبرة صوته كشفت عن حزن دفين على ماتم اغتصابه من سلطاته التحريرية .

اذا كانت المصرى اليوم تقبل بسلطات تحريرية منقوصة السيادة فإن مصر لاتقبل الدنية فى سيادتها، لقد قال السيسى فى الاصطفاف الأخير بالهايكستب: «إن المصريين أحرار».